أخرج ابن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير الليثي / في العزاء عن زرارة بن أبي 37ب أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزى رجلا على ابنه فقال : آجرك الله ، وأعظم لك الأجر ، فقال : يا رسول الله أنا شيخ كبير ، وكان ابني قد أجزعني ، فقال : أيسرك أن ينشر لك ، أو يتلقاك من أبواب / الجنة بالكأس ، قال : من لي بذلك يا رسول الله ، 38 أقال : الله لك به ، ولكل مسلم مات له ولد في الإسلام ، وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير الليثي قال : إذا كان يوم القيامة خرج ولدان المسلمين من الجنة بأيديهم الشراب ، فيقولون لهم الناس : / اسقونا ، فيقولون : أبوينا أبوينا ، حتى السقط يرى محتبطا38 ب بباب الجنة يقول : لا أدخل الجنة حتى يدخل أبواي ، وأخرج الديلمي عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجمع الله أطفال أمة محمد صلى الله عليه وسلم في حياض / تحت العرش ، فيطلع الله تعالى عليهم اطلاعة فيقول : مالي أراكم رافعي 39 أرؤوسكم ، فيقولون : يا ربنا الآباء والأمهات في عطش ، ونحن في هذه ( الحياض ، فيوحي إليهم أن اغرفوا في هذه ) (¬1) الآنية من هذا الماء ، ثم خللوا الصفوف فاسقوا الآباء والأمهات ، وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي / شودب أن رجلا كان له ابن لم يبلغ 39 ب الحلم فأرسل إليه قومه ، فقال : إن لي إليكم حاجة أن تفعلوها ، قالوا : نعم ، قال : إني أريد أن أدعو على ابني هذا أن يقبضه الله إليه ، ويؤمنون على دعائي ، فسألوه عن ذلك فأخبرهم أنه رأى في نومه / أن الناس جمعوا ليوم القيامة ، فأصاب الناس عطش 40أ شديد ، فإذا الولدان قد خرجوا من الجنة ، ومعهم الأباريق ، فأبصرت ابن أخ لي ، فقلت : يا فلان اسقني ( فقال : يا عم إنأ لا نسقي ) (¬1) إلا الآباء، قال الرجل: فأحببت أن يجعل الله ولدي هذا فرطا لي، فدعا ، فلم يلبث الغلام / إلا يسيرا حتى مات ، وقال محمد بن خلف المعروف بوكيع : كان لإبراهيم الجزلي ابن ، وكان له إحدى عشرة (¬2) سنة وقد 40ب حفظه القرآن ، ولقنه الفقه شيئا كثيرا ، فمات ، فجئت أعزيه فقال لي : كنت أشتهي موت ابني هذا ، قلت يا أبا إسحاق أنت عالم الدنيا/ تقول مثل هذا في صبي قد أنجب ، 41 أوحفظ القرآن ، ولقنته الحديث والفقه ، قال : نعم ، رأيت في النوم كأن القيامة قد قامت ، وكأن صبيانا بأيديهم قلال فيها ماء ، يستقبلون الناس يسقونهم ، وكان اليوم يوما حارا شديدا / حره ، فقلت لأحدهم :اسقني من هذا الماء ، فنظر إلي وقال : ليس أنت أبي 41 ب فقلت أيش أنتم ، فقالوا : نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا، وخلفنا آباؤنا نستقبلهم ، فنسقيهم الماء، قال : فلهذا تمنيت موته ، أورده في برد الأكباد .
Page 16