وكما رفع الله بالمديح كذلك وضع بالهجاء أقواما في الجاهلية والإسلام فتحيف محاسنهم وأدخل النقص على فضائلهم فصاروا بوسم الهجاء معروفين عند الجميع وبتلك المناقب مقروفين عند الخواص فجمهور الناس إنما يعلمون من أنساب بني نمير قول جرير [وافر]
فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وقد صار هذا البيت عليهم سبة كل حادب ومتعلق على عائب ومثلا مضروبا حتى قال قائل لآخرين [وافر]
وسوف يزيدكم ضعة هجائي
كما وضع الهجاء بني نمير
وقال آخر [وافر]
وتوعدني لتقتلني نمير
متى قتلت نمير من هجاها
[2.8.19]
ومرت أعرابية بجماعة من بني نمير فرموها بأبصارهم فقالت يا بني نمير والله ما أخذتم بواحدة لا بقول الله {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} ولا بقول الشاعر [وافر]
فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فاستحيا القوم فأطرقوا.
Unknown page