هدم هياكل بعل ( 1 ) الوثن وقتل سدنته ، إلا أنه لم ينقض قط عبادة الأوثان بل ترك الناس عليها ولم يظهر الإيمان . فولي كذلك ثماني وعشرين سنة ومات . وولي مكانه ابنه يهوياحاز ( 2 ) بن ياهو سبع عشرة سنة ، فبنى بيوت الأوثان ، وأعلن عبادتها هو ورعيته إلى أن مات . وفي كتبهم أن أمر الأسباط العشرة ضعف في أيامه ، حتى لم يكن معه من الجند إلا خمسون فارسا وعشرة آلاف راجل فقط ، لأن ملك دمشق غلب عليهم وقتلهم . وولي مكانه ابنه يوآش ( 3 ) بن يهوياحاز ست عشرة سنة على أشد من كفر أبيه ، وأخذ في عبادة الأوثان ، وهو الذي غزا بيت المقدس وأغار عليه وعلى الهيكل وأخذ كل ما فيه ، وهدم من سور المدينة أربعمائة ذراع ، وهرب عنه ملك يهوذا . ثم مات وولي مكانه ابنه زخريا بن ياربعام بن يوآش بن يهوياحاز بن ياهو بن نمشي ستة أشهر على الكفر وعبادة الأوثان ، إلى أن قتل هو وجميع أهل بيته . وولي مكانه شلوم بن يابيش ( 4 ) من سبط نفتالي فملك شهرا واحدا على الكفر وعبادة الأوثان . ثم قتل وولي مكانه بعده مناحيم بن جادي ( 5 ) من سبط يساخر عشرين سنة على عبادة الأوثان والكفر ومات . وولي مكانه ابنه فقحيا ( 6 ) بن مناحيم على الكفر وعبادة الأوثان سنتين إلى أن قتل هو وجميع أهل بيته . وولي مكانه فاقح بن رمليا ( 7 ) من سبط داني ، فملك ثماني وعشرين سنة على الكفر وعبادة الأوثان إلى أن قتل هو وجميع أهل بيته . وفي أيامه أجلى تغلث فلاسر ( 8 ) ملك """""" صفحة رقم 218 """"""
الجزير ، بني رؤوبين وبني جاد ونصف سبط منشا من بلادهم بالغور ، وحملهم إلى بلاده وسكن بلادهم قوما من بلاده . ثم ولي مكانه هوشيع بن أيلا من سبط جاد على الكفر وعبادة الأوثان سبع سنين ، إلى أن أسره كما ذكرنا سليمان الأعسر ملك الموصل وحمله والتسعة الأسباط ونصف سبط منشا إلى بلاد أسرى ، وسكن بلادهم قوما من أهل بلاده ، وهم السامرية إلى اليوم ، وهوشيع هذا آخر ملوك الأسباط العشرة . وانقضى أمرهم ، فبقايا المنقولين من آمد والجزيرة إلى بلاد بني إسرائيل هم الذين ينكرون التوراة جملة ، وعندهم توراة أخرى غير هذه التي عند اليهود ، ولا يؤمنون بنبي بعد موسى عليه السلام ، ولا يقولون بفضل بيت المقدس ولا يعرفونه ، ويقولون إن المدينة المقدسة هي نابلس ، فأمر توراة أولئك أضعف من توراة هؤلاء ، لأنهم لا يرجعون فيها إلى نبي أصلا ، ولا كانوا هنالك أيام دولة بني إسرائيل ، وإنما عملها لهم رؤساهم أيضا . فقد صح يقينا أن جميع أسباط بني إسرائيل حاشا سبط يهوذا وبنيامين ومن كان بينهم من بني هارون بعد سليمان عليه السلام ، مدة مائتي عام وواحد وسبعين عاما ، لم يظهر فيهم قط إيمان ولا يوما واحدا فما فوقه ، وإنما كانوا عباد أوثان ولم يكن قط فيهم نبي إلا مخاف ، ولا كان للتوراة عندهم لا ذكر ولا رسم ولا أثر ، ولا كان عندهم شيء من شرائعها أصلا ، مضى على ذلك جميع عامتهم وجميع ملوكهم وهم عشرون ملكا قد سميناهم إلى أن أجلوا ودخلوا في الأمم وتدينوا بدين الصابئين الذين كانوا بينهم متملكين .
Page 218