فإنى جبان الكلب بيتى موطّأ ... جواد إذا ما النفس شحّ ضميرها
وإنّ كلابى قد أقرّت وعوّدت ... قليل على من يعتريها هريرها
وأبرز قدرى بالفناء قليلها ... يرى غير ممنون به «١» وكثيرها
وليس على نارى حجاب يكنّها ... لمقتبس ليلا ولكن أثيرها «٢»
فلا وأبيك ما يظلّ ابن جارتى ... يطوف حوالى قدرنا ما يطورها «٣»
وما تشتكينى جارتى غير أنّنى ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغها خيرى ويرجع بعلها ... إليها ولم تسدل علىّ ستورها
وقال حاتم أيضا «٤»:
وإنى لأستحيى حياء يشفّنى ... إذا القوم أمسوا مرملى الزاد جوّعا
وإنى لأستحيى أكيلى أن يرى ... مكان يدى من جانب الزاد أقرعا
أكفّ يدى من أن تنال أكفّهم ... إذا نحن أهوينا لمطعمنا معا
أبيت خميص البطن مضطمر «٥» الحشى ... حياء أخاف اللوم أن أتضلّعا
فإنك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذمّ أجمعا
وحكى أبو عبيدة وغيره- والخبر مشهور، فى ألفاظه اختلاف: أن حاتما الطائىّ لما أقام فى عنزة بأن قد فدى أسيرا لهم بنفسه، غاب الرجال مرة وبقى هو والنساء، نيط «٦» لبعير لهم. فقلن له: قم فافصد هذه الناقة، وأخذ الشفرة
1 / 41