وقال توبة بن الحميّر فى كلمة له «١»:
لكلّ لقاء نلتقيه بشاشة ... وإن كان حولا كلّ يوم أزورها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابنى منها الغداة سفورها
وقد رابنى منها صدود رأيته ... وإعراضها عن حاجتى وبسورها
ألا إنّ ليلى قد أجدّ بكورها ... وزمّت غداة السبت «٢» للبين عيرها
فما أمّ سوداء المحاجر مطفل ... بأحسن منها مقلتين تديرها «٣»
وكنت إذا ما جئت قلت لها اسلمى ... فهل ترفى قولى «اسلمى» ما يضيرها!
قوله: وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت، كان النساء إذا أنكحن أبرزن وجوههنّ ليعلمن أن لا سبيل إليهنّ، وكذلك قال:
وقد رابنى منها الغداة سفورها
وقال فى هذه القصيدة:
وأشرف بالقور اليفاع لعلّنى ... أرى نار ليلى أو يرانى بصيرها
حمامة بطن الواديين ترنّمى ... سقاك من الغرّ العذاب مطيرها
أبينى لنا لا زال ريشك ناعما ... ولا زلت فى خضراء دان «٤» بريرها
[وقال آخر «٥»]:
تعرّضن مرمى الصيد ثم رميننى ... من النّبل لا بالطّائشات الخوالف
1 / 24