وقدم عليه علىّ بن أبى طالب رضوان الله عليه بأسراء، فأمر بقتلهم إلّا واحدا منهم، فقال علىّ: يا رسول الله، الرب واحد، والدين واحد، فما بال هذا من بينهم؟ فقال: إن جبرئيل أمرنى عن الله ﵎ بترك هذا لسخاء فيه شكره الله له.
ولما دخل المدينة قال لبنى سلمة «١»: من سيّدكم؟ قالوا: جدّ بن قيس، على بخل فيه. فقال ﵇: وأى داء أدوى من البخل؟ لا يسود البخيل، بل سيّدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح،، ويقال: بشر بن البراء «٢» . وجاء فى الحديث أن رجلا سأله ﵇ أىّ الأعمال أفضل؟ قال: «حسن الخلق» .
وسئلت عائشة رحمة الله عليها عن خلق رسول الله صلى الله عليه فقالت:
أو ما تقرءون القرآن: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
وقالت: كان رسول الله صلى الله عليه مع أصحابه فصنعت له طعاما، وصنعت له حفصة طعاما، وسبقتنى، فقلت لجاريتى: اذهبى فأكفئ قصعتها، فلحقتها وقد أهوت أن تضعها بين يدى رسول الله صلّى الله عليه فكفأتها، فانكسرت القصعة، وانتشر الطعام، فجمعها رسول الله صلّى الله عليه وما فيها من الطعام على نطع فأكلوا، ثم بعثت قصعتى إلى حفصة فقلت: خذوا هذه ظرفا مكان ظرفكم فكلوا ما فيها. قالت: فما رأيت ذلك فى وجه رسول الله صلّى الله عليه.
وجاءه رجل فقال: يا رسول الله أوصنى، فقال: عليك بتقوى الله واليأس عما فى أيديهم، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وإذا صليت فصلّ صلاة مودّع
1 / 16