Faḍāʾil al-Thaqalayn min kitāb Tawḍīḥ al-Dalāʾil ʿalā Tarjīḥ al-Faḍāʾil
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Genres
أضلك بوصف ربك وأنت والله تعجز عن صفة نعتك، أيها المخلوق المنشأ المكلأ في ظلم الأرحام الست، بدئت من سلالة من طين ونطفة في قرار مكين، إلى قدر معلوم وأجل محتوم، تمور في بطنها جنينا لا تحير بكاء ولا أنينا، ثم أخرجك من بطنها لاحظا لست للكلام لافظا، فمن هداك الاحتراز لما في بطن أمك وأين منك يكون اكتساب العقل بالقصد لأمرك؟ هيهات! لتعجزن عن صفة المخلوق دون صفة الخالق المعبود، وإنما يدرك بالصفة ذو الهيبة والأدوات فكيف تصف من لا تأخذه سنة ولا نوم».
فقام اليهودي وقبل بين عينيه وأسلم وحسن إسلامه.
1022 قال الإمام الصالحاني: أيها المحقق المحتاط بنظر التفرس والاحتياط، إلى مزيل شبهات الزلل العاطلة ومذيل تسويلات الخلل الباطلة، وكاسر أصنام الكفرة وهزبر آجام البررة، ملك ملوك العترة الطاهرة وموثل الأسرة الباهرة الزاهرة، كيف جلا بصقل التوحيد اصدء الشبهة عن خاطر السائل، وأنى جعل طلاوة الهداية إلى إرشاد اليهودي أبلغ الوسائل، حتى أثل دوحة الإيمان في مغرس اليقين، وخلع عنه لباس الالتباس وشرفه بخلع الدين المبين، وركب محسن التدبير فص نص التوحيد في خاتم التقرير، حتى ترك ما يتعلل بتفكه شبهتها طباع اللئام، واستمسك بالعروة الوثقى من الاسلام.
1023 أنشدني الإمام السعيد ظهير الدين أبو الوفاء السروجي والله يرحمه من فلق فيه العشق، يقول:
هون العذل عليك واللوم
لا تصغ إليهم أذنيك
من ذكرى للوصي قوم سخطوا
يا رب بسخطهم تقربت إليك
1024 قال الإمام المذكور والبحر البر المشكور، جعل الله سعيه مشكورا واسمه في سوامي أسامي أوليائه مذكورا: قلت: لا يخفى عند من له من علم الحقيقة أدنى شمة، ولنفحات الحكم الروحانية على مستروح قلبه عند صفاء الأوقات لمة: أن على كلام علي (عليه السلام) مسحة من العلم الإلهي يتشعشع من صفحاتها وميض التحقيق، ويتفجر عن كل ذرة من عذاب لفظه الرقيق بحر من الحكمة عميق، فقدما شحنت بكلماته القدسية أذهان حملة الآثار، واشملت على أحاسن محاسنها خواطر الائمة الأخيار ... إلى آخر ما قال في هذا المقال.
Page 387