[مقدمة المصنف]
بسم الله الرحمن الرحيم قال السيد المقرب العالي المقام والسند المهذب، العالم القمقام الإمام المقدم الولي والهمام المكرم الصفي، صاحب الأسرار السبحانية وفائض الأنوار الرحمانية، الحبيب إلى القلوب والحتيت من العيوب، منقذ الخلائق من العلائق ومرشد الطرائق إلى الحقائق الغيوب، وارث العلوم المحمدية وكاشف الرموز الأحمدية، صفوة خيار الرجال وعنوة كبار الأبطال، علم الهدى ومصباح الدجى، قطب دائرة الولاية وشمس سماء الهداية، سمي حبيب الله والمرشد الداعي إلى الله، السيد شهاب الحق والشريعة والصدق والطريقة والدين أحمد، أكرمه الله تعالى بنعيم اللقاء السرمد:
إن أولى مقال يقال بمناطق البيان، وأعلى منال ينال بحقائق العيان، وأرضى ما يرضي من مراضي معالي المناقب وعوالي المراتب، لكل عارف موقن وقور: توحيد إله قديم تاه في سباسب كنه ألوهيته أذهان عقول الأسرار للعالمين بأنوارها وأشراقها، وتحميد خالق كريم فاه (1) في مناقب شكر ربوبيته أفنان صنوف الأشجار في العالمين بأزهارها وأوراقها.
فالحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور وطماطم أنشاج (2) بحار كرمه بالغفران، فانمحى رسوم الأوزار ونواجس الذنوب، وتلاطم أمواج زخار
Page 19
نعمه فارتوى كروم الأسرار في مغارس القلوب.
فواها لمن رش عليه من نور الهداية، فأتم عليه يوم ينفخ في الصور، وأخرج درة النور الوضيء المحمدي من قعر بحر السر العلي الأحدي متوضئة الأطراف، وابتهج ببهج الرضاء غرة خده، ونسج القضاء على غرة قده، فجعله عنصر المكارم وأرومة الأشراف يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور (1) أطلع بمقادير قدرته طلائع الإنس والوصال من مطالع طوالع قدسه وكماله، وخلع بأظافير عنايته نفائس ملابس العز والجلال على ميامن محاسن حسنه وجماله فتبارك الله أحسن الخالقين (2)، له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور (3) بين به مناهج الحق والهدى عن مراتج الغي والردى واضحة الأعلام، وعين له قرابة قريبة القراب، وقيض له صحابة نجيبة الصحاب لائحة الإسلام ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (4) أنزل عليه القرآن أفضل الكتب السماوية وأدلها على المصالح الأخروية والدنيوية، أفصح كلام وأوضح بيان، هدى وفرقانا، ونورا وتبيانا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين (5) الذين خاضوا في لجج الطغيان وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور (6)، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين (7) فعم العالمين بإبلاغه وفيض فضله وبلاغه، كما لاح نوره في الجبين إذ ما هو بالجبين إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور (8)، تبارك الذي نزل
Page 20
الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا (1) فقال: اللهم إني أقول كما قال أخي موسى: اجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (2) فمن ساوى عليا (3) والنبي وجبرئيل أخواه، وأين مثله وقد سماه النبي شرواه، وقد بين الله تعالى فضله في القرآن والتوراة والإنجيل والزبور؟!
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الآخرين والأولين، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأنبياء والمرسلين [ونشهد أن عليا وليه وحبيب حبيبه إمام الجن والناس أجمعين] (4) صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أهل بيته وعترته وآله وصحابته وورثته المتبعين لكريم خصاله، صلاة وسلاما وبركة دائمات باقيات، لا تنقضي على مر الأعصار والدهور.
أما بعد، فاعلم يا من لم يتحير في مذهب الهدى باتباع الردى في مهاوي التعرض والتعصب، وافهم يا من لم يختر في مشرب الصفا خلاف سنة المصطفى من مساوي الترفض والتنصب، حقق الله تعالى آمالك في اختصاص الموالاة في العترة الطاهرة النبوية، وصدق عز وعلا أعمالك بإخلاص المصافاة في الأسرة الفاخرة المولوية، أن الموالاة في الله تعالى نعمة كريمة عظيمة المنال، ومنحة جسيمة، ما رام صاحبها درجة رفيعة إلا ونال فوائدها، لإيمان الإيمان أوقى عوذة وتميمة، وعوائدها لأثمان الأمان أبقى ذرة يتيمة، هي حلية لعرائس الأعمال من السنة والفرض، وزينة لسواعد الآمال يوم الحشر والعرض، من أعطي هذه المنقبة العظيمة يكون يوم القيامة على منابر من نور، ومن أوتي هذه المرتبة الكريمة يكون يومئذ في ظل الله الملك الشكور، كما جاء
Page 21
في الخبر المروي عن الجناب المقدس النبوي، برواية الصحابي القدسي، عبد الرحمن أبي هريرة الدوسي، أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي» (1).
وفي خبر آخر برواية صحابي آخر، هو الإمام المبجل معاذ بن جبل، قال:
يقول الله: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» (2).
فأعظم بهذه المرتبة العلية التي لا يقاس بها غيرها، وأكرم بهذه المنقبة الجلية التي ينال مع الأنفاس خيرها، قد فتح لصاحبها أبواب البشرى والقبول، ومنح لفاعلها أسباب الزلفى والوصول، وإنما غاية آمال المحب ونهاية مرامه، وأقصى أماني الطالب وأعلى مقامه، ملازمته لأبواب تداني عيان محبوبه، ومداومته على أعتاب مباني بيان مطلوبه، ومن فاز بهذه الموالاة في الدنيا فاز في الآخرة بمتمناه، وحاز في جوار الملك الجبار من محل القرب أشرفه وأسناه.
كما جاء عن الحائز هذا السعود عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال:
جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال: «المرء مع من أحب» (3).
وبعض العلماء عنى معناه منظوما لا زال روحه مروحا مرحوما:
كل من يهوى حبيبا فمع الحبيب يحشر
هكذا قد قال حقا سيد الكون والبشر
فطوبى لجماعة تملكوا هذا البضاعة السنية، ثم طوبى لهم وحسن مآب، وبشرى لهم ثم بشرى لهم من الله الكريم الوهاب. وكيف لا يكون كذلك وإنها نازلة من درجات الإيمان أرفعها وأعلاها، وواردة من موارد الإيقان أهنأها وأصفاها، كما روى من ارتوى من بحر العلوم بغير التباس، الحبر البحر عبد الله بن عباس، أنه قال:
Page 22
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: «يا أبا ذر، أي عرى الإيمان أوثق؟» قال: الله ورسوله أعلم قال: «الموالاة في الله، والحب في الله، والبغض في الله» (1).
وإنما أولى من يوالي في الله تبارك وتعالى، ويتقرب به إلى حضرة الكبرياء، من جعل الله تعالى موضع حب حبيبه، وأحله محل قرب نجيبه، سيد الرسل والأنبياء، وهم قرابته المقربون، الذين نالوا من الله تعالى ورسوله خصائص وقربا، المنزل في شأنهم قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (2) أهل بيت النبوة والرسالة الذين مثلهم كمثل سفينة نوح، وكل مرتبة علية ومنقبة جلية فهي لهم مسلم وممنوح، هم الذين ارتفعت شئونهم الرفيعة في سماء المجد والعلى، وعظمت وجلت أقدارهم المنيعة عند الله العلي الأعلى:
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا
محاسنها تجلى وآياتها تروى
موالاتهم فرض وحبهم هدى
وطاعتهم قربى وودهم تقوى (3)
وللإمام الكبير اللوذعي (4) محمد بن إدريس الشافعي في وصفهم وشأنهم العالي قول كنظم الدرر واللآلي:
يا أهل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له (5)
وكذلك صحابته المنتجبون الذين مباني معاليهم في ذرى المجد مشيدة رصيفة، ولو كان أحدنا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، من تحلى بهديهم فقد فاز فاهتدى، ومن تخلى عنهم فقد خاب وخسر وضل في مهاوي الردى، هم النازلون من محال الهدى أرفعها وأعلاها، والباذلون في الله ورسوله أرواحهم ومهجهم فما سواها،
Page 23
هم الذين علا علاهم وسما سماهم في سماء المعالي والفضائل، وهم الأفاضل الذين كانوا كما قال القائل:
أديرت كئوس للمنايا عليهم
فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذي السكر
همومهم جوالة بمعسكر
به أهل ود الله كالأنجم الزهر
فأجسامهم في الأرض قتلى بحبه
وأرواحهم في الحجب نحو العلى تسري
فما عرسوا إلا بقرب حبيبهم
وما عرجوا من مس بؤس ولا ضر
ولا يخفى على ذوي العقول، المتمسكين بالآثار والنقول، أن أولى الأولى بخصوصية الحب والولاء، من علا كعبا ودنا قربا، بحيازة هاتين الخصيصتين المحفوفتين بالمجد والعلاء، وهو الذي هو مولى من كان النبي مولاه، وأعلى من علا ذرى حب الله ورسوله وأعلاه، الإمام الهمام العالي المطالب، أمير المؤمنين أبو الحسن المرتضى علي بن أبي طالب، المفروض محبته على كل حاضر وغائب، وما فى محبته من أهل الهدى من لائم وغائب، إذ محبته كرامة لائحة لمن نالها من ولد أو والد، ومودته علامة واضحة لطيب الموالد، من فاز بحبه فاز بصفاء الوجنات وسعد سعادة الأبد، ومن نأى عنه بجانبه شقي شقاوة لا يقبل عنه الحسنات كلما صلى وصام وعبد، رحمة الله تعالى على إمامنا، إمام الأئمة في الشرائع، محمد بن إدريس الشافعي النقي العناصر الطيب الطبائع، حيث قال وأجاد المقال:
وصفرة وجه المرء من غير علة
تدل على الخمس الخصال القبائح
بغاء (1)وإفلاس ولؤم وخسة
وبغض علي وهو رأس الفضائح
وفي هذا المعنى للصحابي الكريم المنابت خزيمة بن ثابت:
إذا ذكرت الغر من آل هاشم
تنافرت عنك الكلاب الشاردة
إن علي بن أبي طالب
إمامنا في سورة المائدة
فقل لمن لامك في حبه
خانتك في مولدك الوالدة (2)
Page 24
وإني قد وجدت هاتين البيتين بشريف خط جدي الإمام الماسك من السنة بالزمام، قطب الحق والدين الإيجي، روح روحه في دار السلام:
ولايتي لأمير المؤمنين علي
بها بلغت الذي أرجوه من أملي
محققا أنني لو لا ولايته
ما كان ذو العرش مني قابلا عملي
وقد سبق مني في سوابق الدهور والأعصار، تأليف كتاب في أحاديث رويت في فضائل الخلفاء الراشدين، سادات المهاجرين والأنصار، ولما كثر فيه الفضائل العلوية من الأحاديث والأخبار النبوية، اقترح علي بعض الأحبة المختصين بهذه الولاية والمحبة، أن أفرد لفضائله سجلا وكتابا مستقلا بتفاصيل الأبواب، وأجرد شمائله عن الامتزاج، وأخرجها عن هذا الانتهاج بطريق الحق والصواب، فهمت هيمان البعير على شواطئ البير، إذ لم أسع فيه باعا، وصرت أقدم رجلي وأؤخر أخرى لتحري ما هو أولى وأحرى، وضقت به ذراعا.
إذ بلينا بزمان أزمن بقوم زمانة الجهالة، وسكنا في مكان تمكن ببعض الشيطان، فعدل بهم عن سنن العدالة، رفضوا في تنصبهم طريق سنة المصطفى، ونقضوا في تعصبهم عهدة عهود الصفا، بعضهم إذا ذكر فضائل أبي بكر وأضرابه خرجوا عليه بأنه خارجي في دينه بالنقض، وبعضهم إذا سمعوا ما أنزل على الرسول في علي وأصحابه حكموا عليه بالرفض، ما بالهم وما حالهم؟! كأنهم يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض (1) أبذكر الصديق وفضله بالتحقيق نصبوا على نصب فاعله ورموه بعين الخروج، وبإفراد المرتضى بذكر الفضائل وما ارتضى من حسن الشمائل عرجوا عرج رفض قائله، فبئس العروج؟!
وهذا نبينا (صلى الله عليه وآله) ذكرهما وذكر فضلهما واحدا واحدا، ولم يعقب فضل أحدهما فضل الآخر، وأكثر من بيان فضل المرتضى على الأعيان، ورواه منه أصحابه من رأى فيه رواه، ما فيه فخر المفتخر متى فاخر، وهذه الأئمة الأجلة الأشراف وعلماء الملة والسنة في الجوانب والأطراف، صنفوا التصانيف في فضائله، ولم يذكروا فيه غير حسن شمائله.
Page 25
* كإمام أئمة الحديث، ونظام الأزمة في التحديث أبي عبد الرحمن أحمد بن علي النسائي، صاحب الأخذ بالسنة في السنن، ومصنف أحد الستة من كتب السنن، صنف في فضائل علي أمير المؤمنين كتاب الخصائص، وصرف الكلفة عن وجه أخباره، وقلب القلبة عن قلب آثاره، وأبرز فيه الأباريز الخوالص.
* والحافظ العلامة الفقيه، والفاضل الكامل الفهامة النبيه، صاحب التصانيف المشهورة والتواليف المعتبرة أبي بكر ابن أحمد بن ثابت البغدادي الخطيب، الذي بذكره وثنائه يمضي مجلس العلماء ويطيب، قد صنف كتابا وسماه: كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين.
* والحافظ البارع الوارع أبي نعيم أحمد الأصفهاني، الذي قيل فيه من أقرانه: تفرد بعلو الإسناد والحفظ في زمانه، قد خص أهل البيت بكتاب شريف وتصنيف منيف، وسماه: منقبة المطهرين.
وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين، من الأئمة الأزمة المتبحرين، ما يطول الكتاب باستيعابهم، ويؤول إلى الإسهاب ذكر انتسابهم، وفي من ذكرت ممن لم أذكر غنية وكفاية، والله سبحانه هو ولي الرشد والهداية، وقصدي بهذا التمهيد تعليم الطاعن الجاهل وتسكين جأشه، فما أبالي بنفور النفور وما بالى بغرور الغرور واستيحاشه، وقد نسب إمام أئمة العلماء والعرفاء شرقا وغربا، ونظام أزمة الكرماء والشرفاء بعدا وقربا، البر البحر الفائق السابق الألمعي اللوذعي محمد بن إدريس الشافعي، إلى ما لا يليق بجنابه العالي من الترفض، لما يظهر من تخصيص موالاة لأهل البيت، فما اكترث، بها بل زاد في إظهارها، وعاد إلى إكثارها، وأجاب بهذا البيت، كما رواه الإمام فخر الدين الرازي في مناقبه، في كتابه الذي صنف في علو شأنه ومراتبه:
إذا نحن فضلنا عليا فإننا
روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته
رميت بنصب عند ذكري للفضل
فلا زلت ذا رفض ونصب كليهما
أدين به حتى أوسد في الرمل (1)
Page 26
وقد نقل أيضا عن الإمام البيهقي رضى الله عنه: أنه ذكر أمير المؤمنين عند الشافعي، فقال رجل من القوم: ما نفر الناس من علي إلا لأنه كان لا يبالي بأحد، فقال الشافعي:
كان فيه أربع خصال لا يكون خصلة واحدة منها لإنسان إلا ويحق له أن لا يبالي بأحد:
كان زاهدا والزاهد لا يبالي بالدنيا وأهلها، وكان عالما والعالم لا يبالي بأحد، وكان شجاعا والشجاع لا يبالي بأحد، وكان شريفا والشريف لا يبالي بأحد.
ونقل في كتابه أيضا: إن المزني قال للشافعي: إنك رجل توالي أهل البيت، فلو عملت في هذا الباب أبياتا، فقال:
وما زال كتمانيك حتى كأنني
برد جواب السائلين لأعجم
وأكتم ودي مع صفاء مودتي
لتسلم من قول الوشاة (1)وأسلم
ونقل أيضا عن الربيع، قال: حججنا مع الشافعي، فما ارتقى نجدا ولا هبط واديا إلا وهو يبكي، وينشد هذه الأبيات الثلاثة:
يا راكبا قف بالمحصب من منى
واهتف بقاعد خيفها (2)والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى (3)
فيضا كملتطم الفرات الفائض
واعلمهم أن التشيع مذهبي
حقا ولست بما أقول بناقض
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي (4)
ونقل الربيع عن الشافعي أنه كان يقول:
آل النبي ذريعتي
وهم إليه وسيلتي
أرجو بأن أعطى غدا
بيدي اليمين صحيفتي (5)
ونقل الربيع بن سليمان أيضا: أن الشافعي قيل له: إن ناسا لا يصبرون على سماع
Page 27
منقبة أو فضيلة لأهل البيت، وإذا رأوا أحدا منا يذكرها يقولون: هذا رافضي! ويأخذون في كلام آخر، فأنشأ الشافعي:
إذا في مجلس ذكروا عليا
وشبليه وفاطمة الزكية
فأجرى بعضهم ذكرى سواهم
فأيقن أنه لسلقلقية
إذا ذكروا عليا أو بنيه
تشاغل بالروايات العلية
وقال يا قوم تجاوزوا هذا
فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس
يرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول سلام ربي
ولعنته لتلك الجاهلية (1)
ونقل أيضا عن الإمام الشافعي:
قالوا ترفضت قلت كلا
ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شك
خير إمام وخير هادي
إن كان حب الولي رفضا
فإنني أرفض العباد (2)
وهذا إمام أئمة الإسلام، وقوام الأجلة الأعلام، ممهد قواعد خير الأديان أبو حنيفة الكوفي نعمان، لقد أنشد لنفسه:
علي أمير المؤمنين وحبه
من الله مفروض على كل مسلم
علي ولي (3)المصطفى وابن عمه
وأول من صلى وزكى بخاتم
وقال رضى الله عنه أيضا:
حب اليهود لآل موسى ظاهر
وولاهم لبني أخيه باد
وإمامهم من نسل هارون (4)الأولى
بهم اقتدوا ولكل قوم هاد
وكذلك النصارى يكرمون محبة
لمسيحهم نجرا من الأعواد
فمتى يوالي آل أحمد مسلم
قتلوه أو سموه بالإلحاد
Page 28
هذا هو الداء العياء لمثله
خلت القرون حواضر وبواد
لم يحفظوا حق النبي محمد
في آله والله بالمرصاد
وكان له من كمال ولايته: الإجهار بخصال ولايته، والتحبب إلى أولي محبته ووداده، والتقرب إلى ذريته وأولاده، وينفق على المستورين منهم في زمانه، ويتفق مع المشهورين منهم ويكون من أعوانه، وكان يأمر أصحابه برعاية أحوالهم، ويحض أحبابه بتعظيمهم وإجلالهم.
*** ولم يزل أصحاب العلم والعرفان لا يبرحون عن ظل موالاته في القرون والأعصار، وأرباب الحق والإيقان يبوحون بفضل مصافاته في البلدان والأمصار، ويجهرون بتخصيصه بالمدائح والمناقب نثرا ونظما، ويشيرون إلى ماله من المنائح والمراتب إرغاما لآناف وهضما، كالإمام الهمام، والعالم القمقام، والحبر الفاضل الزكي، الحافظ الخطيب والناقد النجيب ضياء الدين موفق بن أحمد المكي، فإنه اندرج في سلك مادحيه بنظام نظمه، واندمج في فلك ناصحيه بعصام عزمه، حيث قال فيه، ونثر الدر من فيه:
أسد الإله وسيفه وقناته
كالظفر يوم صياله والناب
جاء النداء من السماء وسيفه
بدم الكماة يلج في التسكاب
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى
إلا علي هازم الأحزاب (1)
وكالإمام في الإسلام، والمشار إليه في الأعلام، مرجع العلوم والفتاوي أبي زكريا محيي الدين يحيى النواوي، فإنه قد قال وأجاد المقال:
إمام المسلمين بلا ارتياب
أمير المؤمنين أبو تراب
نبي الله خازن كل علم
علي للخزانة مثل باب
***
Page 29
وفي زماننا من كان قوله وفعله للعلماء والعرفاء حجة، وهديه وسمته حقا وصدقا للطالبين طريقا ومحجة، زين الحق والدين أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن علي الخوافي، نفعنا به في الدارين بكرمه الوافي، أرسل إلي من مجموعاته بخطه الشريف كتابا، ومن منقولاته من كل قول لطيف ونقل طريف لبابا، وفيه مما خطه هذه الأبيات، التي هي في أباييت الرشد والهدى عدة وثبات:
طبعت على حب الوصي ولم يكن
لينقل مطبوع الهوى عن طباعه
ومعتزلي رام عزل ولايتي
عن الشرف الأعلى به وارتفاعه (1)
فما طاوعتني النفس أن أطيعه
ولا أذن القرآن لي في اتباعه
وهذا البيتان من خطه الشريف أيضا، زيد له من الفيض الأقدس فيضا:
قوم ذخرت لدنياي وآخرتي
هم النجاة فخل اللوم يا لائم
علي ابناه موسى جعفر حسن
محمد ان عليان الرضا والقائم
*** وكذلك قاضي القضاة في ممالك الإسلام، ووالي الولاة في شرائع الأحكام، شيخ مشايخ الإقراء والتحديث، ورافع لواء التمسك بالقرآن والحديث، الإمام الهمام العبقري شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري، قد ألف في الفضائل الولوية، وصنف في الشمائل العلوية، من الأحاديث النبوية أربعينا، وبالحري أن يحصل ذاك المفصل، فقد أجرى في رياض الآمال، من حياض تلك الأعمال ماء معينا.
وإني ما أردت بإيراد ما أوردت إيضاح شرف بذلك لأمير المؤمنين، ولا موارد امتداح له وردت، بل أعليت أعلام مراتب الأولى سعدوا بهذه السعادة الأبدية، وتحليت بأعلام مناقب هؤلاء بهذه الموالاة المولية للسيادة السرمدية، حققنا الله تعالى فضلا منه بتحقيقها، ورزقنا في خصائصه وفضائله كمال تصديقها.
ونعم ما قال الإمام الغير المجازي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي،
Page 30
جوابا عمن طعن في الشافعي بكثرة امتداحه أمير المؤمنين عليا، وردا على من قدح فيه بشدة ميله وحبه حبيب النبي واتخاذه وليا:
وأما مدح أمير المؤمنين علي وحبه والميل إليه فذلك لا يوجب القدح، بل يوجب أعظم أنواع المدح، مضى كلامه.
فانظروا إخواني إلى هذا الزمان الغشوم، واعتبروا أعواني بما استكن في أكنة صدر كل فتان مشوم، كيف احتجت في بيان فضيلة من فضائل هذا السيد الفاضل إلى تمهيد هذه المقدمات والمعاذير، وكيف ارتجت في أفنان جميلة (1) من شمائل أمثل الأماثل لتعويذ العباد يد المحاذير، وهذه نفثة مصدود صدرت لصدور أقرت، وشقشقة معذور (2) هدرت ثم استقرت،
والغرض أني تصديت إجابة الالتماس، وتحريت في ذلك إصابة الاقتباس، رجاء إنالة عطاء بقربه النبي فاه، ومن أعطي ذلك فقد كفاه، وانتجاء إقالة خطأ جنت به عيناه أو شفتاه أو رجلاه أو كفاه، حسب ما روي معنعنا بإسناده الشيخ الإمام المحدث المتقن، المصيب في اعتقاده سعد الدين أبو حامد محمود بن محمد الصالحاني، عن الإمام جعفر ابن محمد بن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام حسين الشهيد بكربلاء ابن الأمير الإمام والكبير التمام علي المرتضى عليه وعليهم من التحية والرضوان أولى وأرضى، عن أبيه، عن جده: عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر» ثم قال:
«النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة» (3).
Page 31
وخرجت من كتب السنة المصونة عن الهرج ودواوينها، وانتهجت فيه منهج من لم ينهج بنهج العوج عن قوانينها، أحاديث حدث حديثها عن حدث الصدق في الأخبار، ومسانيد ما حدث وضع حديثها بغير الحق في الإخبار، معزوة في كل فصل إلى رواتها، مجلوة في كل أصل عن تداخل غواتها.
ولما قرن النبي أهل البيت بالقرآن بين الأقران قران العنبر بضومران (1)، والعبهر بعبوثران (2)، وكذا قد روى الحفاظ مرفوعا، وبالاعتزاء إلى سيد الأنبياء مشفوعا:
«القرآن مع علي، وعلي مع القرآن» (3) آثرت أن يتقدمها باب من مأثور مآثر القرآن المجيد، واخترت أن يقترنها لباب من مرويات الثقات في الفرقان الحميد، فقسمت الكتاب في التأليف ثلاثة أقسام، فيا لها وما أعظمها! وعلى ذلك أعظم أقسام:
القسم الأول: في فضائل القرآن وحامليه، وما يعد من شمائل قرائه ومنتحليه، وفيه ثلاثة أبواب، والله سبحانه هو ملهم الحق والصواب:
* الباب الأول: فيما ورد فيه جملة من الفضائل، وثواب من قرأها خصوصا في الغدايا والأصائل.
* الباب الثاني: فيما ورد في بعض السور والآيات ذوات الفضائل الغزار، وما لمن قرأها من كثرة الثواب وغفر الذنوب وحط الأوزار.
* الباب الثالث: في ذكر سور وآي ورد قراءتها في بعض الصلوات المختصة ببعض الأحيان، خرجتها من التواليف المشتهرة، والتقطتها من التصانيف المعتبرة، للسادة الأدلة والقادة الأجلة الأعيان.
القسم الثاني: في فضائل الإمام الهمام الكريم الشمائل، المتناول من منال النوال أكمل نائل، أسد الله وسيفه المنتضى، أمير المؤمنين أبي الحسن علي المرتضى (عليه السلام)، وفيه اثنان (4) وأربعون بابا.
Page 32
* الباب الأول: في ولادته المسرور بها أهل الأرض والسماء، وما له من كرائم الألقاب وعظائم الأسماء.
* الباب الثاني: في فضله الذي نطق القرآن ببيانه، وما نزل من الآيات في علو شأنه.
* الباب الثالث: في أنه هو أول من آمن وأسلم وصلى، ونور الحق قد طلع من قلبه وتجلى.
* الباب الرابع: في رسوخ قدمه في الإيمان والإسلام، ومرتبة إيمانه ومزيته في الأنام.
* الباب الخامس: في أن النبي منه وهو من النبي، رغما لكل جاحد غوي، وجاهل غبي.
* الباب السادس: في ذكر محبة النبي إياه، ومتى غاب كيف اشتاق إلى محياه.
* الباب السابع: في ترنم أغاني النبوة في معاني الفتوة، بأحبيته إلى الله تعالى ورسوله، وتنسمه شقايق أعالي الولاية، بتسنمه شواهق معالي العناية، بما ظهر أنه أشد حبا لله ورسوله.
* الباب الثامن: في الحث والتحريض على ولايته ومحبته، والمنع والتحذير عن عداوته ومسبته، ومن أبغضه أبغض النبي ومن أحبه أحبه، ومن أطاعه أطاع النبي ومن حاربه حاربه.
* الباب التاسع: في أنه مولى من كان النبي مولاه، فيا له من عطاء ما أحراه وأولاه.
* الباب العاشر: في أنه وصي النبي ووارثه، وولي كل مؤمن بعده، وأنه يقضي دين النبي وينجز وعده.
* الباب الحادي عشر: في قول النبي أنه خليفته، وحثه على تأميره، وإبراز ذلك وفق ما في خاطره وضميره.
* الباب الثاني عشر: في أن النبي لما آخى بين كل متماثلين من المهاجرين والأنصار آثره لنفسه بذلك، وهذه رفعة مجد وخلعة جد ما قدت إلا بقد قدره هنالك.
* الباب الثالث عشر: في أنه ظهر النبي ووزيره، ومثله كما سماه ونظيره.
Page 33
* الباب الرابع عشر: في أن اسمه قرين اسم النبي في العرش والجنان فيا له من روح الروح وبرد الجنان.
* الباب الخامس عشر: في أن النبي (صلى الله عليه وآله) دار حكمة ومدينة علم وعلي لهما باب، وأنه أعلم الناس بالله تعالى وأحكامه وآياته وكلامه بلا ارتياب.
* الباب السادس عشر: في أنه كما يقاتل النبي على تنزيل القرآن كان يقاتل على تأويله، وأن النبي توعد به الكفار وكان عليه أكثر تعويله.
* الباب السابع عشر: فيما أوحى الله تعالى إلى النبي ليلة الإسراء في سريته، وأنه ساد وفاق أولياء الله تعالى في الآفاق والمطيعين من بريته، وأنه سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام الأولياء، فاعتبر بذلك شأنه في حضرة العزة وجناب الكبرياء.
* الباب الثامن عشر: في أنه حاز نفائس خصائص أعاظم الأنبياء، وفاز بإيتاء خصال كمال أكارم الأصفياء.
* الباب التاسع عشر: في تنويه ملائكة الله تعالى بتعريفه وذكره، ورؤيته إياهم وكلامهم معه في بعض أمره وأنه إذا بعث إلى سرية كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وصلاة ملائكته وسلامهم عليه فأعظم من مناقبه العلية وفخاره.
* الباب العشرون: في أنه حامل لواء النبي في المشاهد، وخص بهذه الميزة وحمل لواء الحمد يوم القيامة عن كل مجاهد.
* الباب الحادي والعشرون: في أن الله تعالى باهى به ملائكة السماوات العلى، وإنهم والأنبياء مشتاقون إلى التقائه، فيا له من اعتلائه غوارب المناقب، وامتطائه مناكب المراتب وارتقائه!
* الباب الثاني والعشرون: في أنه مختار الملك الجبار بعد النبي المختار من أهل الأرض، فيا من علو بناء وسمو علاء، رصف بمجد وسناء في الطول والعرض.
* الباب الثالث والعشرون: في بيان منزلته عند النبي وكيفيتها لديه، فليتأمل المتأمل فيها، وليعتبر كرامته عليه.
Page 34
* الباب الرابع والعشرون: في مشاورة النبي إياه دون غيره ونجواه، حتى قالوا فيه ما قالوا وجواب النبي عن فحواه.
* الباب الخامس والعشرون: في عروجه شريف منكب النبي سيد الأنام، في خروجه إلى دفع الأضداد والأصنام، فيا له من نقاب هذا نصاب معراجه، ويا له من جناب هذا تراب منهاجه!
* الباب السادس والعشرون: في أمر النبي بسد الأبواب المشروعة في المسجد غير بابه، وتخصيصه بهذه الخصيصة بين أصحابه وأحبابه.
* الباب السابع والعشرون: فيما له من نفائس الخصائص وشواهق السوابق، مما لا يجاريه فيه سابق، ولا يماري فيه لاحق.
* الباب الثامن والعشرون: في بيان أفضل منزلته عند النبي، وأنه ما اكتسب مكتسب مثل فضله ولا غرو ولا عجب من ذلك فإنه ما من شرف إلا وقد ناله وكان من أهله.
* الباب التاسع والعشرون: في أن فيه جميع ما في الناس من حسن الشمائل، وليس في الناس ما فيه من المناقب العلية والفضائل.
* الباب الثلاثون: في أن النظر إلى وجهه الكريم عبادة، وأن أكابر الصحابة كانوا يحدون النظر إليه بهذه الإرادة.
* الباب الحادي والثلاثون: في بشارة النبي بمغفرة الله إياه، فواها له من عطاء أكرمه الله تعالى به وحباه!
* الباب الثاني والثلاثون: في أن الله تعالى أرسل إليه هدية من الجنة في الدنيا، فانظروا إلى هذه المنقبة الشريفة والمرتبة المنيفة العلية!
* الباب الثالث والثلاثون: في إشفاق النبي عليه وإشفاقه، وحسن معونته إياه وإرفاقه.
* الباب الرابع والثلاثون: في وصف النبي شيعته وأتباعه بين الأصحاب، وذكر ما لهم عند الله تعالى من الأجر والفضيلة والثواب.
Page 35
* الباب الخامس والثلاثون: في ذكر أحواله يوم القيامة ومناصبه، وما خصه الله تعالى هناك من مناقبه.
* الباب السادس والثلاثون: في جلال علائه وكمال اعتلائه في فراديس الجنات، فواها له من وجه وجيه وجه بجاهه الوجوه وشرق به الوجنات!
* الباب السابع والثلاثون: فيما ظهر له وعنه من خصائص الكرامات، وإن كان ذكرها دون قدره فيما له من نفائس المقامات.
* الباب الثامن والثلاثون: في زهده وتبرمه عن الدنيا الدنية، رغبة إلى الله تعالى ونيل المقامات العلية، وصفة بذله وعطائه وجوده وسخائه، وقلة اكتراثه بوجود الدنيا وعدمها وكثرة عنائه.
* الباب التاسع والثلاثون: في ذكر انكسار جناحه عن الدنيا الدنية وتبرمه من البقاء في عالم الفناء، واختيار صلاحه في مسامرة الملأ الأعلى في مواطن القدس العالية البناء.
* الباب الأربعون: في ذكر أولاده وأعقابه، تغشاهم رحمة الله تعالى متجددة مدى الدهر بتجدد أحقابه.
* الباب الحادي والأربعون: في نتف من لطائف ثنائه على ربه وأدعيته وشرائف خطبه وموعظته الفصاح، وطرف من طرائف أقضيته وغرائب كتبه وأجوبته الملاح.
القسم الثالث: في ذكر بواقي أهل البيت، الذين بحبهم وموالاتهم حياة كل قلب ميت، وفيه أربعة أبواب:
* الباب الأول: في ذكر أهل البيت وفضائلهم على الإجمال والتفصيل، وتعريف المرادين بآيتي الإيجاب والتطهير بغير الإطناب والتطويل.
* الباب الثاني: في شأن سيدة نساء العالمين في حضرة الكبرياء، الطاهرة البتول الزاهرة بغير الأفول، فاطمة قرة عين الرسول سيد الأنبياء.
* الباب الثالث: في ذكر سبطي رسول الله، وقرطي عرش الله، وولدي علي وفاطمة:
الحسن المجتبى والحسين الواقعة عليه الواقعة الحاطمة.
Page 36
* الباب الرابع: في ذكر من عداهم من أولاد المرتضى وشبليه وغيرهما من الأولاد، وما تعقب فيهم من المشاهير واتفق على تعظيمه الجماهير في البلاد إلى أن آل الزمان إلى زماننا على تعاقب الميلاد.
ولما كمل الكتاب على تأليف ألفيته جامعة لخصائص المناقب، وشمل الخطاب بتصنيف وافيته رافعة لنفائس المراتب، اخترت له من الأسامي السوامي اسما يدل على ما حواه، وآثرت له من الألقاب لقبا ينبئ عن فحواه، فسميته: توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل.
وهذا أوان الشروع في المقصود، وزمان الرجوع إلى إنجاز الموعود، وأسأل الله تعالى أن يوفق لإتمامه خالصا لوجهه، وأن يجعل عليه القبول في عباده وبلاده ويعم بنفعه، إنه سبحانه يجيب وسائله لا يخيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
Page 37
القسم الأول في فضائل القرآن المجيد وحامليه، وما يعد من شمائل قرائه ومنتحليه
وفيه ثلاثة أبواب، والله سبحانه هو ملهم الحق والصواب
Page 39