أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن داود بن سليمان، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الطهراني، قال: أبنا عبد الرزاق، قال: أبنا عبد الصمد بن معقل: أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن أرميا لما خرب بيت المقدس وحرقت الكتب، وقف على ناحية الجبل وقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام، ثم رد الله تعالى [إليه] روحه على رأس سبعين سنة من حين أماته، فعمروها ثلاثين سنة تمام المائة، فلما تمت المائة رد الله تعالى عليه روحه وقد عمرت، فهي على حالها الأولى، فجعل ينظر إلى العظام كيف يلتئم بعضها إلى بعض ، ثم ينظر إلى العظام تكسى عصبا ولحما، فلما تبين له قال: أعلم أن الله على [كل] شيء قدير. فقال الله تعالى: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه}. قال: وكان طعامه تينا في مكتل، وقلة فيها ماء، لم يتسنه لم يتغير.
أخبرنا القاضي، قال: أبنا أبي، قال: أبنا الطهراني، قال: أبنا عبد الرزاق، عن بكار بن عبد الله قال: سمعت وهب بن منبه يحدث: أن بخت نصر مسخ أسدا، فكان ملك السباع، ثم مسخ نسرا، فكان ملك الطير، ثم مسخ ثورا، فكان ملك الدواب، وهو في ذلك يعقل عقل الإنسان، فكان ملكه قائما يدبر له، ثم رد الله عليه روحه، فدعا الناس إلى توحيد الله تعالى، وقال: كل إله باطل إلا إله السماء. قال: فقيل لوهب: أمؤمن مات؟ قال: وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: قد آمن قبل أن يموت. وقال بعضهم: قتل الأنبياء وحرق الكتب وخرب بيت المقدس فلم تقبل منه التوبة.
Page 42