Explanation of Uncovering the Doubts by Khaled Al-Mosleh
شرح كشف الشبهات لخالد المصلح
Genres
ما يجب على المسلم لمقاومة أعداء التوحيد وإمامهم إبليس
ثم قال ﵀: (إذا عرفت ذلك وعرفت أن الطريق إلى الله تعالى لابد له من أعداءٍ قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحجج، فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير لك سلاحًا تقاتل به هؤلاء الشياطين) ولا شك أنه يجب على العبد أن يتعلم من دين الله ما يقيم به دينه، فالذي يعيش في أوساط المبتدعة وفي أجواء الشرك يجب عليه من العلم ما لا يجب على الذي يعيش في بلاد التوحيد، والذي يعيش في بلاد السنة، ولذلك يُخطئ من يُفرّط في تعلم ما يجب عليه تعلمه ثم ينكسر أمام شبه المشبهين، وتضليل المضللين، فينبغي على العبد أن يأخذ من العلوم ما يحتاج.
ثم قال ﵀: (الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك ﷿: ﴿لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف:١٦-١٧]) وهذا فيه إشعار بإحاطة الشيطان بالعبد، وأنه يأتيه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، وما ذلك إلا لإحكام القبضة عليه، فهو يأتيه من أمامه وعن يمينه فيزهده في الطاعات والصالحات والقربات، ويأتيه من خلفه وعن شماله فيحثه على المعاصي والسيئات، وقال بعضهم: يأتيه عن يمينه فيزهده في الطاعات، ويأتيه عن شماله فيرغبه في السيئات، ويأتيه من أمامه فيقعده عن طلب الآخرة؛ لأن الآخرة أمامه، ويأتيه من خلفه ويجذبه إلى الدنيا؛ لأن الدنيا خلفه، وعلى كل فالمراد من هذه الإحاطة هو تسلط الشيطان على العبد، وأنه لا نجاة له من هذا الشيطان الذي أحاط به من كل جانب إلا بالإقبال على العلم النافع والعمل الصالح الذي ينجيه من تسلطه وإحاطته.
5 / 4