65

Sharḥ Thalāthat al-Uṣūl li-l-ʿUthaymīn

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Publisher

دار الثريا للنشر

Edition

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

Publication Year

٢٠٠٤م

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الثاني: الإستعاذة بصفة ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله ﷺ: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" (١) وقوله: "أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" (٢) وقوله: في دعاء الألم "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (٣)، وقوله: " أعوذ برضاك من سخطك" (٤)، وقوله ﷺ حين نزل قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ [سورة الأنعام، الآية: ٦٥] فقال: "أعوذ بوجهك" (٥)
الثالث: الإستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [سورة الجن، الآية: ٦]
الرابع: الإستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز ودليله قوله ﷺ في ذكر الفتن: "من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذبه" (٦) متفق عليه وقد بين ﷺ هذا الملجأ والمعاذ بقوله: "فمن كان له إبل فليلحق بإبله" الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضًا عن جابر ﵁ أ، امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى

(١) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره.
(٢) أخرجه الإمام أحمد ٢/٢٥، والنسائي ٨ /٦٧٧.
(٣) أخرجه الإمام أحمد ٤/٢١٧، وأبو داود (٣٨٩١)، وأين ماجه (٢٥٢٢) .
(٤) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود.
(٥) أخرجه البخاري، كتاب الإعتصام، باب: قوله تعالى "أو يلبسكم شيعًا "
(٦) أخرجه البخاري، كتاب، باب الفتن، باب: تكون الفتنة القاعد فيها خير من القائم. ومسلم، كتاب الفتن، باب: نزول الفتن كمواقع القطر.

1 / 64