Explanation of the Creed of the Predecessors and the People of Hadeeth - Al-Rajhi
شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث - الراجحي
Genres
قول الإمام ابن خزيمة في حديث النزول
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه، وسمعت من حفيده أبي طاهر ﵀: باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة، من غير صفة كيفية النزول مع إثبات النزول، فنشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه، مستيقن بما فيها من الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية؛ لأن نبينا محمدًا ﷺ لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله ﷿ ولّى نبيه ﷺ بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين بالنزول بصفة الكيفية، إذ النبي ﷺ لم يصف لنا كيفية النزول].
هذا الكلام قاله الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة -الذي يلقب بإمام الأئمة، وهو من أئمة أهل السنة والجماعة- في كتابه الذي سماه بـ (كتاب التوحيد).
وقوله: (وسمعت من حفيده) الحفيد هو: ابن الابن.
وقول الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد: (باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول، مع إثبات النزول).
هذا هو قول أهل السنة قاطبة: إثبات النزول من غير إثبات كيفية معلومة لدينا، لهذا قال: (من غير صفة كيفية النزول مع إثبات النزول).
ثم قال الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة: (نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه، مستيقن بما فيها من الأخبار من ذكر النزول) يعني: نقر ونوقن ونشهد أن الله تعالى ينزل.
وقوله: (من غير أن نصف الكيفية) أي: لا نقول كيفية النزول كذا أو كذا،.
وقوله: (لأن نبينا ﷺ لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل) أي: لم يخبرنا النبي ﷺ عن الكيفية، فنحن نثبت النزول ولا نتعرض للكيفية.
وقوله: (والله ﷿ ولّى نبيه ﷺ بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم) قال الله تعالى لنبيه: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:٤٤]، فالله تعالى ولى نبيه أن يبين ما يحتاجه المسلمون فلو كانت هناك حاجة لبيان كيفية النزول لأعلمنا الله بها على لسان نبيه ﷺ، لكن ليست هناك حاجة لمعرفتها.
وقوله ﵀: (فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول، غير متكلفين بالنزول بصفة الكيفية، إذ النبي ﷺ لم يصف كيفية النزول).
هذه هي طريقة أهل السنة والجماعة: يثبتون النزول وينفون الكيفية.
6 / 9