Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
Publisher
مطبعة سفير
Publisher Location
الرياض
Genres
وقال النبي ﷺ: «وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهَدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» (١).
قوله: «فقمن»: أي حقيق وجدير أن يستجاب لكم، قال النووي ﵀: «فيه الحث على الدعاء في السجود، فيستحب أن يجمع في سجوده بين الدعاء والتسبيح» (٢)؛ لأن العبد يكون في غاية الذل والخضوع للَّه تعالى، وهذا قربٌ خاصٌّ يقتضي الإجابة والمعونة والتسديد كما سبق بيانه، حيث يضع أعز الأعضاء في الأرض للَّه تعالى ساجدًا خاشعًا، فهو موقف ذليل، بين يدي عزيز.
١٢ - عند الاستيقاظ من النوم ليلًا، والدعاء بالمأثور في ذلك
قال النبي ﷺ: «مَنْ تَعَارَّ (٣) مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ
(١) مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، ١/ ٣٤٨، برقم ٤٧٩. (٢) شرح صحيح مسلم، ٤/ ٤٢٣. (٣) تعارّ: «هَبَّ من نومه واستَيْقَظ»، النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٥٠٥، وقال في موضع آخر، ٣/ ٤٣٤: «أي إذا اسْتَيْقَظ ولا يكونُ إلاَّ يَقَظةً مع كَلامٍ».
1 / 79