133

Al-Lubāb: Sharḥ Fuṣūl al-Ādāb

اللباب «شرح فصول الآداب»

Publisher

دار التدمرية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

وله لفظ آخر: «إذا وُضع الطعام فكلوا من حافته وذروا وسطه فإن البركة تنزل في وسطه» (١)
والله ﷿ حينما خلق هذه الأعيان علويها وسفليها جعل في بعضها البركة، ومن ذلك ما أخبرنا عن الحجر الأسود أن فيه بركة فمسحه يحط الخطايا وهو قربة فمسحه حسنات، والعسل فيه شفاء، وكذا الحبة السوداء، وأشياء كثيرة، ومن ذلك أن من رحمة الله ﷿ أن الناس إذا اجتمعوا على الطعام، فإن الله ﷿ يجعل البركة تنزل في الوسط ثم تنتشر، ولو كانت البركة لا تنتشر لكان النهي عن الأكل من الوسط فيه منع للبركة، لكنها تنزل في الوسط ثم تنتشر، فإذا أُكلت من الوسط ضاعت على الجميع، وقد تكون هذه البركة حسية، يمكن أن تكون معنوية، ويمكن حصولها جميعًا.
وقد وجدت في عهد النبي ﷺ حسية، فكان الطعام يؤكل منه وهو بحاله، كما في قصة جابر وغيره، وقصة الماء الذي يصب حينما أخذ من مزادة (٢) المرأة المشركة ثم وزع على أهل العسكر ولم ينقص من الماء شيء.

(١) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٤٩٤٧) وأحمد (رقم: ٣٤٣٨) والترمذي (رقم: ١٨٠٥) والنسائي (رقم: ٦٧٢٩) وابن ماجه (رقم: ٣٢٧٧).
(٢) أخرجه البخاري (رقم: ٣٣٧) ومسلم (رقم: ٦٨٢).

1 / 132