165

Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal

شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال

Genres

شرح حديث أبي هريرة في احتجاج النار والجنة قال: [حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال النبي ﵊: (احتجت النار والجنة)]. احتجت: يعني: تخاصمتا، كل واحدة تكلمت بما عندها. [(احتجت النار والجنة فقالت هذه -أي النار-: يدخلني الجبارون والمتكبرون. وقالت هذه -أي الجنة- يدخلني الضعفاء والمساكين، فقال الله ﷿ لهذه -أي للنار-: أنت عذابي، أعذب بك من أشاء)]. وربما قال: (أصيب بك من أشاء)] والإصابة تكون في الخير والشر. [(وقال لهذه -أي للجنة-: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها)]. (ولكل واحدة منكما). أي: الجنة والنار. (ملؤها) يعني: لابد أن تمتلئ الجنة والنار، فقد خلق الله تعالى الجنة والنار وجعل لك منهما قسمًا وقال: (يا أهل النار خلود بلا موت، ويا أهل الجنة خلود بلا موت). قال: [وحدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة -وهو ابن سوار - حدثني ورقاء -وهو اليشكري، كما أن شبابة يشكري كذلك- عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: (تحاجت النار والجنة، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين)] يعني: يدخلني الجبارون والمتكبرون. [(وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم؟ فقال الله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكم ملؤها)]. يعني: لابد أن تمتلئان. [(فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول: قط قط)] أي: قد امتلأت كفى، حسبي. [(فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض)] يعني: ينظم بعضها إلى بعض حتى تمتلئ تمامًا على من فيها وبمن فيها.

9 / 9