Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah

Omar Al-Eid d. Unknown
139

Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah

شرح لامية ابن تيمية

Genres

حكم وصف الصحابة عمومًا بالصفات الذميمة مسألة: إذا اتهم الصحابة بالصفات الذميمة، وقال: إن أصحاب محمد جبناء، وبخلاء، ووصفهم بصفات النقص بالجملة، قالوا: هذه ردة، ولذلك لما ذكر الله تعالى عن حال المنافقين، لما قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونًا، ولا أجبن عند اللقاء، كأنهم يقولون: إذا جاءت الموائد هم أسرع الناس، وإذا جاءت المعارك هم أجبن الناس، فأنزل الله فيهم: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة:٦٥-٦٦] ولعل السبب في ذلك: أن الله ﷾ بين في كتابه أنه رضي عنهم، ووصفهم بصفات عظيمة جدًا في عبادتهم وشجاعتهم وجهادهم وتضحيتهم وبذل أموالهم ﵃ وأرضاهم، فمن لمزهم وسخر منهم أو انتقصهم على وجه العموم فكأنه بهذا يكون مكذبًا لله ولرسوله ﷺ. هناك نصوص كثيرة في مسألة القدح في الصحابة، ذكر العلماء النقود التي نقد بها أصحاب رسول الله ﷺ نجعلها على أقسام: القسم الأول: التعرض لأصحاب رسول الله ﷺ أو أحدهم قالوا: وهذا لا يخلو من أمور متعددة: الأول: الشتم له، وهذا لا شك أنه يعتبر شتم واحد من الصحابة، كأن يقول: فلان بخيل، فلان ليس بكريم، أو عنده صفة الجبن صحابي، فهذه كبيرة من الكبائر. لكن إذا حكم بها على الصحابة جميعًا فهذا يعتبر كفرًا، والسبب: لأنه تكذيب للنصوص الواردة. قالوا: وإن كان التعرض له بدينه، أي: تعرض للصحابة ﵃ بالدين سواء بالكفر أو النفاق أو الردة، فلا يخلو إما أن يكون هذا الصحابي ممن شهد له النبي ﷺ بجنات عدن، قالوا: هذه ردة عن الإسلام، لكن إذا كان رماه بالموبقات وبالمعاصي، ولم يكن ممن شهد له النبي ﷺ بجنات عدن، فهذا يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب. القسم الثالث: إذا تعرض لجمهور الصحابة ﵃ وأرضاهم، فهذه المسألة للعلماء فيها أقوال، فمن العلماء من يكفره، ومن العلماء من لا يكفره، لكن الأظهر أن من تعرض لأصحاب رسول الله ﷺ على الإطلاق فإنه يكفر، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاجه: أن من تعرض لأصحاب رسول الله ﷺ وقال: إنهم ارتدوا ما عدا ثلاثة أو غيره، فإن هؤلاء يعتبرون كفارًا؛ لأنهم كذبوا الله ورسوله ﷺ، هذا ما يتعلق بما ينبغي علينا تجاه الصحابة ﵃.

9 / 7