موقف أهل السنة والجماعة مما شجر بين الصحابة الكرام
ننتقل انتقالة سريعة إلى ما شجر بين أصحاب رسول الله ﷺ، ولعلي أنقل نصوصًا متعددة وأكثر منها، لأني أشعر أننا جميعًا بحاجة إلى غرس ذلك المنهج في نفوسنا؛ لما نجد من جرأة بعض الناس في التعرض لأصحاب رسول الله ﷺ إما بلمزهم، أو بالسخرية بهم، أو بسبهم، أو بتفسيقهم، وأخطرها تكفير أصحاب رسول الله ﷺ.
نقول: إن مما درج عليه أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم لأصحاب رسول الله ﷺ، فلا يحملون في قلوبهم بغضًا ولا غلًا ولا عداوة لهؤلاء الأخيار، كما أن من منهجهم سلامة ألسنتهم من تعرضهم لأصحاب رسول الله ﷺ، ويرون أن الواجب الإمساك عما حصل بينهم من نزاع، وما ذلك إلا لأنهم كسائر الناس، ولا نشك بأنه حدث نزاع بين علي ومعاوية، وحدث نزاع كذلك بين علي وبين الزبير وطلحة وعائشة زوج النبي ﷺ، ومع ذلك نقول: أمرنا بالاستغفار لهم مع ما حدث بينهم من النزاع، ومن منهجنا إحسان الظن بهم ﵃ وأرضاهم، وواجب علينا جميعًا أن نقف في وجوه هؤلاء الذين يتعرضون لأصحاب رسول الله ﷺ ويسبونهم ويعيبونهم.
ويرى أهل السنة والجماعة أن الإشادة بمناقب أصحاب رسول الله ﷺ والمدافعة عن أعراضهم والذب عنها من أعظم واجب على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، بل يرون أن هذا هو معتقدهم ودينهم، وسار أئمة أهل السنة على هذا المسلك وكذلك علماؤهم، متحلين بكتاب الله تعالى كما ورد في قوله: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ﴾ [الحشر:١٠] .
7 / 3