193

Tadhkirat al-muʾtasi sharḥ ʿaqīdat al-ḥāfiẓ ʿAbd al-Ghanī al-Maqdisī

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Publisher

غراس للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Genres

[القرآن كلام الله]
" والقرآن كلام الله ﷿ ووحيه وتنزيله، والمسموع من القاري كلام الله ﷿، قال الله ﷿: ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾، وإنما سمعه من التالي. وقال الله ﷿: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ﴾ وقال ﷿: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ . وقال ﷿: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ . وهو محفوظ في الصدور، كما قال ﷿: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ "
ثم بدأ المصنف ﵀ في الكلام على القرآن على وجه الخصوص، وأنَّه كلام الله ﷿ ووحيه وتنزيله، تكلم به الرب العظيم حقيقة، وسمعه منه جبريل، ونزل به جبريل إلى النبي الكريم ﷺ، ثم بلغه النبي ﷺ للأمة، ثم سمعه الناس بعضهم من بعض، فاتصل إسنادهم في سماعه إلى الصحابة إلى النبي الكريم إلى جبريل إلى الله، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ ١، وقال سبحانه: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ٢، و" مِنْ " في هذه الآية للابتداء أي: هو سبحانه الذي تكلم به: تكلم بسورة الفاتحة والبقرة وآل عمران وجميع سور القرآن، هو الذي تكلم به، ومنه بدأ
وأما من تأثروا ببدع المتكلمين وأهل الباطل ممن يعطون إجازات في القرآن فيوقفون الإسناد إلى اللوح المحفوظ، حتى يسلموا من إضافة الكلام إلى الله

١ الآيات ١٩٢ - ١٩٥ من سورة الشعراء.
٢ الآية ٢ من سورة السجدة.

1 / 199