150

Sharḥ al-ʿAqīda al-Wāsiṭiyya min kalām Shaykh al-Islām Ibn Taymiyya

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Publisher

دار ابن الجوزي،الدمام

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الأقلام، وطويت الصحف كما قال – تعالى-: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحج: ٧٠]، وقال: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: ٢٢] .
تضمنت هذه الدرجة مرتبتين من مراتب الإيمان بالقدر:
الأولى: علم الله – ﵎ – بالأشياء قبل وقوعها: "دل على ذلك الكتاب، والسنة، وجاءت به الآثار"١، و"اتفق عليه الرسل من أولهم إلى خاتمهم، واتفق عليه جميع الصحابة، ومن تبعهم من الأمة"٢. "ففي القرآن، والحديث، والآثار ما لا يكاد يحصر"٣ من دلائل ذلك، "فإن القرآن قد أخبر بأنه – سبحانه – يعلم ما سيكون في غير موضع، بل أبلغ من ذلك أنه قدر مقادير الخلائق كلها، وكتب ذلك قبل أن يخلقها، فقد علم ما سيخلقه علمًا مفصلًا"٤، "وقد أخبر في القرآن من المستقبلات التي لم تكن بعد بما شاء الله، بل أخبر بذلك نبيه، وغير نبيه، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء"٥.
الثانية: كتابة الله – تعالى – لمقادير الأشياء قبل كونها، وقد "ثبت ذلك في صريح الكتاب، والسنة، وآثار السلف"٦. "فالله – سبحانه – قدر، وكتب مقادير الخلائق قبل

١ مجموع الفتاوى (٢/١٥٢) .
٢ شفاء العليل لابن القيم (ص: ٢٩) .
٣ جامع الرسائل والمسائل (١/١٨٣) .
٤ الرد على المنطقيين (ص: ٤٦٥) .
٥ المصدر السابق.
٦ مجموع الفتاوى (١٢/١٢٧) .

1 / 155