Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah
شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
Publisher
دار ابن الجوزي،الدمام
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢١هـ
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
برسالة الله إلى عباده، والكفر بذلك هو كفر بهذا، فتدبر هذا الأصل، فإنه فرقان هذا الاشتباه، ولهذا كان من يكفر بالرسل، تارة يكفر بأن الله له كلام أنزله على بشر، كما أنه قد يكفر برب العالمين: مثل فرعون، وقومه قال الله – تعالى-: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ﴾ [يونس: ٢] الآية، وقال – تعالى – عن نوح، وهود: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ﴾ [الأعراف: ٦٣، ٦٩]، وقال: ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٩١] إلى آخر الكلام فإن في هذه الآيات تقرير قواعد،، وقال عن التوحيد: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٥]، ولهذا كان أصل الإيمان الإيمان بما أنزله، قال – تعالى-: ﴿الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ [البقرة: ١-٣] .."١ و"لهذا عظم تقرير هذا الأصل في القرآن، فتارة يفتتح به السورة؛ إما إخبارًا كقوله: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ [البقرة: ٢]، وقوله: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ [يونس: ١] ... "٢، "وإما ثناء بإنزاله كقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا﴾ [الكهف: ١] ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان: ١] الآية. وأما في أثناء السور فكثير جدًا"٣.
"ومذهب سلف الأمة، وأئمتها من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وسائر المسلمين كالأئمة الأربعة، وغيرهم ما دل عليه الكتاب، والسنة، وهو الذي يوافق الأدلة العقلية الصريحة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق"٤.
"فأئمة الدين كلهم متفقون على ما جاء به الكتاب، والسنة، واتفق عليه سلف الأمة"٥.
١ مجموع الفتاوى (١٢/٧ – ٨) . ٢ المصدر السابق (١٢/٨) . ٣ المصدر السابق (١٢/٩) . ٤ المصدر السابق (١٢/٣٧) . ٥ المصدر السابق (١٢/٥٠٤) .
1 / 110