فمعية الله – تعالى – لخلقه لا تناقض علوه، وأنه – جل وعلا – فوق العرش، "فالله مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة"١، و"لا يحسب الحاسب أن شيئًا من ذلك يناقض بعضه بعضًا ألبتة"٢. قال الله – تعالى-: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾ النساء: ٨٢] .
لكن يصان عن الظنون الكاذبة، مثل أن يظن أن ظاهر قوله: ﴿فِي السَّمَاء﴾ [الزخرف: ٨٤] أن السماء تقله، أو تظله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان، فإن الله قد ﴿وسع كرسيه السماوات والأرض﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وهو الذي ﴿يمسك السماوات والأرض أن تزولا﴾ [فاطر: ٤١]، ﴿ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه﴾ [الحج: ٦٥]، ﴿ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره﴾ [الروم: ٢٥] .
في هذا بيان وجوب صيانة النصوص عن الظنون الكاذبة، والأوهام الفاسدة، وذلك لأن خبر الله، ورسوله ﷺ "صدق، موافق لما هو الأمر عليه في نفسه، لا يجوز أن يكون شيء من أخباره باطلًا، ولا مخالفًا لما هو الأمر عليه في نفسه"٣. وعدم صيانة النصوص عن هذه الظنون، والأوهام يؤدي إلى أن تبقى "النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله، فيبقى مع جنايته على النصوص، وظنه السيئ الذي ظنه بالله، ورسوله حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل، قد عطل ما أودع الله، ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله، والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله – تعالى –"٤.