235

Etiquette of Fasting: Rules and Issues

إتحاف الأنام بأحكام ومسائل الصيام

Publisher

مكتبة العلوم السلفية

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

إب

Genres

مسألة: معنى قوله ﵊: «يطعمني ربي ويسقين»: فيه ثلاثة أقوال: الأول: أنه على حقيقته، وأنه ﷺ كان يُؤْتَى بطعام وشراب من عند الله؛ كرامة له في ليالي صيامه. وَتُعُقِّبَ بأنه لو أكل حقيقة لم يبق وصال، وكذلك فقد قال النبي ﷺ في حديث أنس ﵁: «إني أظل يطعمني ربي ويسقيني» (^١)، ولا يقال: (ظَلَّ) إلا في النهار، فلو كان الأكل والشرب حقيقة؛ لم يكن صائمًا. الثاني: قول الجمهور: (إنه مجاز عن لازم الطعام والشراب وهو القوة فكأنه قال: يعطيني قوة الآكل والشارب). الثالث: قال ابن القيم ﵀: المراد ما يغذيه الله من معارفه، وما يفيضه على قلبه من لذة مناجاته، وقرة عينه بقربه، وتنعمه بحبه، والشوق إليه، وتوابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلوب؛ حتى يغني عن غذاء الأجسام برهة من الزمن كما قيل: لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد لها بوجهك نور يستضاء به ... ومن حديثك في أعقابها حادي. اهـ انظر: "الفتح" (١٩٦٦)، "السبل" (٤/ ١٢٤ - ١٢٥)، "المجموع" (٦/ ٣٥٨)، "زاد المعاد" (٢/ ٣٢).

(^١) أخرجه مسلم (١١٠٤) (٦٠).

1 / 235