49

Ādāb al-tarbiyya fī turāth al-Āl waʾl-Aṣḥāb

آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

Publisher

مبرة الآل والأصحاب

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م

Publisher Location

الكويت

Genres

تُحِسُّون فيها من جَدْعَاء (^١)؟» (^٢).
ومن هذا الباب: نرى تأكيد الله ﷾ على اختيار ذات الدين، حتى لو كانت أَمَة؛ بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ﴾ (^٣).
فالمؤمنة مع ما بها من ذلِّ الرقِّ، خيرٌ من المشركة مع ما لها من شرف الحرية، ورفعة الشأن (^٤).
ثم نجد النبي ﷺ بنفسه وفي سيرته يحرص على غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الصغار منذ نشأتهم وبدء نطقهم وفهمهم، بداية من توحيد الله ﷿، وإفراده بالسؤال والطلب والاستعانة، إلى تعظيم النبي ﷺ وقَدْره وأوامره في النفوس.
ففي جانب توحيد الله ﷿ وحبه ومراقبته والاستعانة به:
كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب؛ علَّمَهُ النبيُّ ﷺ هذه الآية سبعًا: ﴿الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن

(^١) مقطوعة الأذن، أو الأنف، أو غير ذلك.
(^٢) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (١٣٥٨)، ومسلم (٢٦٥٨)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٣) سورة البقرة (٢٢١).
(^٤) القاسمي، «محاسن التأويل» (٢/ ١١٦).

1 / 58