Mawsūʿat maḥāsin al-Islām wa-radd shubahāt al-liʾām
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
Publisher
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته". (١)
١٥ - حق الجنين:
الجنين هو: الولد ما دام في بطن أمه لاستتاره فيه وجمعه أجنه وأجنن بإظهار التضعيف فسمي جنينا لاستتاره فأجنته المرأة جنينا أي حملته.
وجمع الجنين: أجنه وأجنن وقد جن الجنين في الرحم يجن جنا وأجنته الحامل سترته ومنه الجنون لاستتار عقله والجان لاستتاره عن أنظار الناس (٢).
١ -: حق الجنين في أبوين صالحين: بين القرآن الكريم، وكذا سنة رسوله الأمين ﷺ في ضرورة الاهتمام والتدقيق عند اختيار الزوج وكذا الزوجة، وبين الله تعالى أن الأسرة الصالحة تنشأ بين أبوين صالحين يتقيان الله تعالى بإقامة أوامره والانتهاء عن نواهيه، قال تعالى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ (الكهف: ٨٢)، فجعل العلة صلاح الأب الذي هو عليه الكسب غالبًا، فعليه أن يطعم زوجته التي تحمل ولده حلالًا طيبًا، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠)﴾ [المائدة: ١٠٠]. فالخبيث الحرام، والطيب الحلال، والخبيث إن كثر لا يفلح ولا ينجب ولا تحسن له عاقبة، والطيب وإن قل نافع مفيد جميل العاقبة.
وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [البقرة: ١٦٨]، وقال رسول الله ﷺ: "إِذَا أتاكم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينه وَخُلُقَهُ فَأنكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تكُنْ فِتْنةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالوا يَا رَسُولَ الله وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَال إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينه وَخُلُقَهُ فَأنْكِحُوهُ ... " (٣).
فقد جعل لقبول الرجل زوجًا للمرأة شرطين (الدين والخلق)، والدين يشمل إقامة
(١) أبو داود في الأدب (٤/ ٤٨٨٠)، والإمام أحمد في مسنده (٤١/ ٤٢٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٥٦)، وصححه الألباني في الترغيب والترهيب (٢٣٤٠).
(٢) لسان العرب (١٣/ ٩٢ - ٩٣).
(٣) الترمذي (١٠٨٥، ١٠٨٤)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٨٦٨).
1 / 256