162

Encyclopedia of the Quran

الموسوعة القرآنية

Publisher

مؤسسة سجل العرب

Edition Number

١٤٠٥ هـ

Genres

فذب فرس بذنبه، فأصاب كلاب «١» سيف فاستله. فقال رسول الله ﷺ، وكان يحب الفأل ولا يعتاف، لصاحب السيف: شم سيفك، فإنى أرى السيوف ستسل اليوم. ثم قال رسول الله ﷺ لأصحابه: من رجل يخرج بنا على القوم من كثب، أى من قرب، من طريق لا يمر بنا عليهم؟ قال أبو خيثمة أخو بنى حارثة بن الحارث: أنا يا رسول الله، فنفذ به فى حرة بنى حارثة وبين أموالهم، حتى سلك فى مال لمربع بن قيظى، وكان رجلا منافقا ضرير البصر، فلما سمع حسّ رسول الله ﷺ ومن معه من المسلمين، قام يحثى فى وجوههم التراب، ويقول: إن كنت رسول الله فإنى لا أحل لك أن تدخل حائطى، وأخذ حقنة من تراب فى يده، ثم قال: والله لو أعلم أنى لا أصيب بها غيرك يا محمد، لضربت بها وجهك. فابتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول الله ﷺ: لا تقتلوه فهذا الأعمى أعمى القلب، أعمى البصر. وقد بدر إليه سعد بن زيد، أخو بنى الأشهل، قبل نهى رسول الله ﷺ عنه، فضربه بالقوس فى رأسه فشجه. ومضى رسول الله ﷺ حتى نزل الشعب من أحد، فى عدوة الوادى إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، وقال: لا يقاتلن أحد منكم حتى تأمره بالقتال. وتهيأ رسول الله ﷺ للقتال، وهو فى سبعمائة رجل، وأمر على الرماة عبد الله بن جبير، أخا بنى عمرو بن عوف، وهو معلم يومئذ بثياب بيض، والرماة خمسون

(١) كلاب السيف: قائمه.

1 / 163