108

Encyclopedia of Scientific Miracles in the Quran and Sunnah

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Publisher

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

Edition Number

الثانية ١٤٢٦ هـ

Publication Year

٢٠٠٥ م.

Publisher Location

جادة ابن سينا.

Genres

تؤكِّدُ الهندسة الوراثيةُ أنّ الرضاعةَ تنقلُ بعضَ الجيناتِ من المُرضِعةِ إلى الرضيعِ. وهذه القرابةُ التي جَعَلَهَا النبيُّ ﷺ في السُّنَّةِ كقرابةِ النسبِ، وجَعَلَها القرآنُ أيضًا كذلك، هذه القرابةُ سببُها العلميُّ انتقالُ الجيناتِ من حليبِ الأمِّ المرضعِ إلى الرضيعِ، هذه الجيناتُ تخترقُ خلايا الرضيعِ، وتندمجُ معَها في سلسلةِ الجيناتِ التي عندَ الرضيعِ، وتَصِلُ إلى مُورِّثاته. وقالَ العلماءُ: "إنّ الحليبَ يحتوي على أكثرَ من نوعٍ من الخلايا، وإنّ الجهازَ الوراثيَّ في الرضيعِ ينقلُ الجيناتِ الغريبةَ، ويقبَلُها؛ لأنه غيرُ ناضجٍ، فإذا أرضعتِ امرأةٌ طفلًا اخترقَتِ الجيناتُ التي في حليبِها خلاياه، واستقرَّتْ فيها، ووصلَتْ إلى جهازِه الوراثيِّ"، فلذلك قال ﷺ: "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلادَةِ". إنّ النبيَّ ﵊ لا ينطقُ عن الهوى، إنْ هو إلا وحيٌ يوحَى، فكلُّ شيءٍ في القرآنِ، والسُّنَّةِ الصحيحةِ له أصلٌ علميٌّ، وقد عرفَ علماءُ الوراثةِ الآنَ أنّ هذا الحليبَ المؤلَّفَ من مجموعِ خلايا يخترقُ نُسُجَ الجنينِ إلى جيناتِه الأساسيةِ، ويندمجُ فيها، وأنّ جهازَه الوراثيَّ يتقبلُ كلَّ شيءٍ غريبٍ حتى يصبحَ كأنّه منهُ. فالنبيُّ ﷺ حينما قالَ: "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلادَةِ" لم ينطقْ إلا عن وحيٍ أوحاهُ اللهُ إليه. الهيكل العظمي وانظر إلى العظام يقولُ ربُّنا سبحانه: ﴿وانظر إِلَى العظام كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا﴾ [البقرة: ٢٥٩] .

1 / 107