186

Encyclopedia of Narrative Tafsir

موسوعة التفسير المأثور

Publisher

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي-دار ابن حزم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ - ٢٠١٧

Publisher Location

بيروت

Genres

الثانية: سؤال الصحابة: بأن يسأله الصحابة عن المعنى المراد فيجيبهم: ومن أمثلتها: ١ - عن أبي ذر، قال: سألت رسول اللَّه ﷺ عن قول اللَّه تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ [يس: ٣٨]؟ قال: "مستقرها تحت العرش" (^١). ٢ - وعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: "ليس أحدٌ يحاسب إلا هلك"، قالت: قلت: يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداءك، أليس يقول اللَّه ﷿: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: ٧، ٨] قال: "ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك" (^٢). * اجتهاد الصحابة في التفسير: مما سبق يعلم أن الصحابة فسروا القرآن والرسول ﷺ بين أظهرهم (^٣)، ولا يخلو الحال من أمرين: الأول: أن يستدرك عليهم فهمهم، ويبين لهم المعنى المراد: ومن ذلك ما جاء عن عدي بن حاتمٍ ﵁، أنه قال: لما نزلت: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: ١٨٧] قال له عدي بن حاتمٍ: يا رسول اللَّه، إني أجعل تحت وسادتي عقالين: عقالًا أبيض وعقالًا أسود، أعرف الليل من النهار، فقال رسول اللَّه ﷺ: "إن وسادتك لعريضٌ، إنما هو سواد الليل، وبياض النهار" (^٤).

(^١) رواه البخاري (٤٨٠٣)، ومسلم (١٥٩). وعند مسلم: عن أبي ذر أن النبي ﷺ قال يومًا: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم قال: "إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدةً، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعةً من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدةً، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعةً من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها ضيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعةً من مغربك، فتصبح طالعةً من مغربها"، فقال رسول اللَّه ﷺ: "أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨] ". (١٥٩). (^٢) رواه البخاري (٤٩٣٩). (^٣) لكن هذا كان في حال الحاجة إلى الاجتهاد، وعدم تمكنهم من مراجعته، وفي قضايا جزئية معيَّنة، ينظر: زاد المعاد، لابن القيم ٣/ ٣٩٤. (^٤) رواه البخاري (٤٥٠٩)، ومسلم (١٠٩٠).

1 / 196