204

Encyclopedia of Heart Jurisprudence

موسوعة فقه القلوب

Publisher

بيت الأفكار الدولية

Genres

فضلًا عن نعمته. وقد مدح الله الرسول ﷺ وأصحابه بقوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح: ٢٩]. ومن شكره سبحانه لعباده أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا، ويخفف به عنه العذاب يوم القيامة، فلا يضيع عليه ما يعمله من الإحسان، وهو من أبغض خلقه إليه. ومن شكره سبحانه لعباده أنه يخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من إيمان أو خير، ولا يضيع عليه هذا القدر. ومن شكره لعباده أنه لا يضيع أجر محسن، ولا يعذب غير مسيء. ومن شكره لعباده سبحانه أن العبد من عباده يقوم له مقامًا يرضيه بين الناس فيشكره له، وينوه بذكره، ويخبر به ملائكته وعباده المؤمنين. فسبحانه من غفور شكور، يغفر الكثير من الزلل، ويشكر القليل من العمل. وأحب خلق الله إليه من اتصف بموجب صفاته، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها، ولهذا يبغض الله الكفور والظلوم، واللئيم والبخيل ويحب الكريم المحسن، التقي الرحيم، الشكور الغفور. والله سبحانه شكور يشكر لعباده حسن الأداء، أفلا يشكرون له حسن العطاء: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (٧)﴾ [إبراهيم: ٧]. اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وجزيل عطائك، وتتابع إحسانك. اللهم لك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماء، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعده.

1 / 210