Mawsūʿat al-Akhlāq - al-Kharrāz
موسوعة الأخلاق - الخراز
Publisher
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Publisher Location
الكويت
Genres
الأدب مع الملائكة
المؤمن من يُحسن الأدب مع الملائكة الكرام، ومن الأدب معهم:
١ - محبتهم:
ومن الأدب مع الملائكة محبتهم، خاصة عندما نسمع عن فعلهم في الجنة من خلال الآيات البينات، مثل قوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)﴾ [الرعد ٢٣: ٢٤].
فالملائكة تحب المؤمن، وتهش له، وتفرح إذا رجع إلى الله ﵎، بل وتتسابق في إيصال الأعمال الطيبة إلى الله. ورفعها، كما في الحديث عن رفاعة بن رافعٍ الزُّرَقِيّ، قال: كُنا يَومًا نُصَلي وَرَاءَ النِّبِي ﷺ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأسَهُ من الركعَةِ قال: "سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِده" قال رَجُلْ وَرَاءهُ: رَبنَا وَلَكَ الحمدُ حَمدًا كَثِيرًا طَيبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انصَرَفَ قال: "من المُتَكَلمُ"؟ قال: أَنَا. قَالَ: "رَأَيتُ بِضعَةً وَثَلاِثينَ مَلَكًا يَبتدرُونَهَا أَيهُم يَكتبهَا أَوَّلُ" (١).
فهم يسرعون فرحين جدًا أن إنسانًا ذكر الله سبحانه ذكرًا بليغًا.
فإذًا كيف لا نحبهم وهم الذين يدعون لنا: عند زيارتنا للمرضي، وعندما نصلى في الصف الأول، وعندما نسد الفرج بين الصفوف في الصلاة، وعندما نتسحر، وعندما نصلي على النبي ﷺ؟ كيف لا نحب من يشاركنا العبادة لله تعالى وهم الذين يدافعون عن المؤمنين؟
(١) أخرجه أحمد (٤/ ٣٤٠)، والبخاري (٧٩٦ - فتح) في كتاب الأذان، باب: فضل اللهم ربنا لك الحمد.
1 / 229