362

Jumḥarat khuṭab al-ʿArab fī ʿuṣūr al-ʿarabiyya al-zāhira

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Publisher

المكتبة العلمية بيروت

Publisher Location

لبنان

Genres

لا وألتْ نفس امرئ ولَّى الدبرْ١ ... أنا الذي لا ينثني ولا يفرْ
ولا يرى مع المعازيل الغدر٢
"تاريخ الطبري ٦: ١٨، شرح ابن أبي الحديد م ١: ص ٤٩٥".

١ وأل: طلب النجاة، وخلص.
٢٥٤- تحريض معاوية أيضًا:
وخطب معاوية الناس بصفين فقال:
"الحمد لله الذي دنا في علوه، وعلا في دنوه، وظهر وبطن، وارتفع فوق كل ذي منظر، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، يقضي فيفصل، ويقدر فيغفر، ويفعل ما يشاء، إذا أراد أمرًا أمضاه، وإذا عزم على شيء قضاه، لا يؤامر١ أحدًا فيما يملك، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والحمد لله رب العالمين على ما أحببنا وكرهنا".
وقد كان فيما قضاه الله أن ساقتنا المقادير إلى هذه البقعة من الأرض، ولفت بيننا وبين أهل العراق، فنحن من الله بمنظر، وقد قال ﷾: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ انظروا يأهل الشأم، إنكم غدًا تلقون أهل العراق، فكونوا على إحدى ثلاث خصال: إما أن تكونوا طلبتم ماعند الله في قتال قوم بغوا عليكم، فأقبلوا من بلادهم حتى نزلوا في بيضتكم٢، وإما أن تكونوا قومًا تطلبون بدم خليفتكم وصهر نبيكم، وإما أن تكونوا قومًا تذبون عن نسائكم وأبنائكم، فعليكم بتقوى الله والصبر الجميل، واسألوا الله لنا ولكم النصر، وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق، وهو خير الفاتحين".
"شرح ابن أبي الحديد م ١١ ص ٤٩٧".

١ أي لا يشاور.
٢ ساحتكم.

1 / 365