298

Jumḥarat khuṭab al-ʿArab fī ʿuṣūr al-ʿarabiyya al-zāhira

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Publisher

المكتبة العلمية بيروت

Publisher Location

لبنان

Genres

له، فيصرعنا وإياكم، وايم الله إني لأقول هذا وأدعوكم إليه، وإني لخائف ألا يتم حتى يأخذ الله ﷿ حاجته من هذه الأمة، التي قل متاعها، ونزل بها ما نزل، فإن هذا الأمر الذي حدث ليس يقدَّر، وليس كالأمور، ولا كقتل الرجل الرجل، ولا النفر الرجل، ولا القبيلة الرجل".
فقالوا: نعم، إذن قد أحسنت وأصبت المقالة فارجع، فإن قدم علي، وهو على مثل رأيك صلح هذا الأمر، فرجع إلى علي فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح١.
"تاريخ الطبري ٥: ١٩١".

١ ولكن السبئيين أحبطوا مساعي الصلح، إذ خرجوا في الغلس دون أن يشعر بهم أحد، فقصد مضرهم مضر البصرة، وربيعتهم ربيعة البصرة، ويمنهم يمن البصرة، ووضعوا فيهم السلاح. فثار كل قوم في وجوه أصحابهم، ودارت رحى القتال بينهم، وكلا الفريقين لا يعلم بكنه تلك المكيدة، وكان بينهما ما كان.
١٨١- خطبة علي بن أبي طالب:
فلما رجع القعقاع من عند أم المؤمنين وطلحة والزبير، جمع الإمام علي الناس، ثم قام على الغرائر، فحمد الله ﷿، وأثنى عليه، وصلى على النبي ﷺ، وذكر الجاهلية وشقاها، والإسلام والسعادة، وإنعام الله على الأمة بالجماعة بالخليفة، بعد رسول الله ﷺ، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، ثم حدث هذا الحدث، الذي جره على هذه الأمة أقوام طلبوا هذه الدنيا، حسدوا من أفاءها الله عليه على الفضيلة، وأرادوا رد الأشياء على أدبارها، والله بالغ أمره، ومصيب ما أراد، ألا إني راحل غدًا فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن غدًا أحدٌ أعان على عثمان ﵁ بشيء، في شيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عني أنفسهم".
"تاريخ الطبري ٥: ١٩٤".

1 / 301