204

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Publisher

المكتبة العلمية بيروت

Publisher Location

لبنان

Genres

عنقه في غير حد خير له من أن يخوض غمرات الدنيا، يا هادي الطريق جرت إنما هو والله الفجر أو البجر١". فقلت: خفض عليك يا خليفة رسول الله ﷺ، فإن هذا يهيضك٢ إلى ما بك، فوالله ما زلت صالحًا مصلحًا، لا تأسى على شيء فاتك من أمر الدنيا، ولقد تخليت بالأمر وحدك فما رأيت إلا خيرًا. "تهذيب الكامل ١: ٦، وإعجاز القرآن ١١٦، والعقد الفريد ٢: ٢٠٨، وتاريخ الطبري ٤: ٥٢".

١ الشر والأمر العظيم. يقول: إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر والطريق أبصرت قصدك، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجمًا بك على المكروه، وضرب ذلك مثلًا لغمرات الدنيا وتحييرها أهلها. ٢ هاض العظم: كسره بعد الجبور.

٧٣- خطبة السيدة عائشة في الانتصار لأبيها: يروى أنه بلغ عائشة ﵂ أن أقوامًا يتناولون أبا بكر ﵁ فأرسلت إلى أزفلة١ من الناس، فلما حضروا أسدلت٢ أستارها، وعلت وسادها، ثم قالت: "أبي وما أبيه، أبي والله لا تعطوه الأيدي٣، وذاك طود منيف٤، وفرع٥ مديد، هيهات كذبت الظنون، أنجح٦ إذ أكديتم، وسبق إذ ونيتم٧، سبق الجواد إذا استولى على الأمد٨، فتى قريش ناشئًا، وكهفها٩ كهلًا، يفك عانيها، ويريش١٠ مملقها، ويرأب شعبها١١، ويلم شعثها، حتى حليته١٢ قلوبها، ثم

١ جماعة. ٢ سدله يسدله: كنصر وضرب وأسدله أرخاه. ٣ تتناوله. ٤ الطود: الجبل، والمنيف: المشرف. ٥ فرع كل شيء أعلاه، ومن القوم شريفهم. ٦ أنجح: صر ذا نجح. ٧ الكدية: بضم فسكون الأرض الغليظة، والصفاة العظيمة الشديدة، وحفر فأكدى إذا صادفها فلا يمكنه الحفر "وسأله فأكدى وجده مثلها": وونيتم أي فترتم وضعفتم. ٨ الغاية والمنتهى. ٩ الكهف: الوزر والملجأ، والكهل من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين. ١٠ راش السهم يريشه ألزق عليه الريش كريشه، والمراد يعينه ويساعده. ١١ يصلح. والشعب: الصدع. ١٢ حل الشيء: استحلاه.

1 / 207