242

Mawsūʿat al-Albānī fī al-ʿaqīda

موسوعة الألباني في العقيدة

Publisher

مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Publisher Location

صنعاء - اليمن

Genres

ولكننا نخالفكم في تفسيركم للآية، ونفهم أن معناها خاتم النبيين أي: زينة النبيين، كما أن الخاتم زينة الإصبع كذلك الرسول ﵇ هو زينة الأنبياء.
إذًا: هم آمنوا باللفظ القرآني، وكفروا بمعناه فلم يفدهم إيمانهم بالقرآن شيئًا، ولذلك فهم أشبه ما يكونون في تأويل هذه الآية أو ذاك الحديث بالكفار من النصارى، الذين يحاولون أن يستخرجوا من القرآن أدلة تؤيد ضلالهم ... بأن عيسى ﵇ هو ابن الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
ها أنتم عرفتم تأويلهم بل تعطيلهم لدلالة الآية على أنه لا نبي بعد رسول الله ﵌، فكيف فسروا الحديث الصحيح: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي»، قالوا: لا نبي معي، أي بعد أن فسروا الحديث بهذا التفسير الباطل، قالوا فمفهوم الحديث أنه يوجد بعدي نبي فعطلوا بذلك أيضًا أحاديث أخرى صحيحة ولم يجدوا لها تأويلًا إلا بإنكارها، مثل قوله ﵇: «ألا إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبي ولا رسول بعدي» (١)، هذا الحديث أنكروه؛ لأنه مع براعتهم في التأويل بل في التعطيل لم يجدوا لهم مساغًا لتأويل هذا النص، فأطاحوا به ولم يؤمنوا به.
الشاهد من هذا المثال كل الفرق الإسلامية قديمها وحديثها تشترك معنا بالقول بالإيمان بالكتاب والسنة، ولكنها تختلف عنا في عدم تقيدهم بطريق المسلمين الذي ذكره رب العالمين في قوله: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ (النساء:١١٥)، كما أنهم لم يرفعوا رؤوسهم إلى ما سبق من الحديث في

(١) صحيح الجامع (رقم١٦٣١).

1 / 259