ليس بلد أحق بك من بلد، خير البلاد ما حملك.
الإمام علي
لماذا تضيق على ذاتك دائرة الانتساب حتى تختنق بنفسك وتشرق بريقك؟! كن «مواطن العالم». مواطنة العالم لا تنفي ولاءك لوطنك المحلي بل تطهر هذا الولاء وتنقذه من التعنت والتزمت والشوفينية البلهاء.
12
تعلم كيف تضع نفسك موضع هذا الآخر المغاير ... كيف «تضع قدمك في حذائه» ... كيف تغمد نفسك، تقمصا وخيالا، في ظروفه وأوضاعه وطباعه، وترى الوجود في زاويته. تعلم «مقايضة المواقع في المخيلة» بتعبير آدم سميث. تلك هي «المواجدة»
empathy ، ملاك الذكاء الانفعالي، وقوام الكوزموبوليتانية الرواقية، وشرط الاندماج في عصر العولمة؛ فالعالمية ليست وقفا على الاقتصاد، بل تشمل مجتمعنا الأخلاقي أيضا.
13
ولسوف تطرفك هذه المواطنة الرحبة بهداياها: أشقاء جدد، بيض وسود، رجال ونساء، أحرار وعبيد، إخوتك الذين لا تعرفهم، أحبائك الذين حجبتهم عنك غمامة القبيلة. عانق، إن كان عطفك قد جف فلسوف يدر مرة ثانية ويغمرك بالدفء والغبطة، بل تعرف على نفسك فيهم فأنت لن تعرف ذاتك إلا عبرهم!
بالصفاء والانفتاح؛ صفاء الرؤية وانفتاح الروح، يتمدد نطاقي الخاص، ويضيف إليه أصقاعا ويضم ممالك. (8) المختصر «المختصر»
14
Unknown page