Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Publisher
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Edition Number
الأولى، 1421هـ - 2000م
Genres
وأناة وفي الصحاح أن لفظ أحد لا تستعمل في الإيجاب فلا يقال في الدار أحد بل لا أحد في الدار لكن يشكل بقوله تعالى: {قل هو الله أحد} وأجيب بأن المحقق الرضي الاسترأبادي صرح بمجيء استعماله في الإيجاب على القلة كذا في حاشية شيخ الإسلام على التلويح والفرق بين الأحد والواحد أن الأول لا يطلق إلا على غير المتعدد والواحد يطلق عليه وعلى المتعدد إذا كان فيه جهة الوحدة بأنه واحد من الجماعات أو واحد من المثنيات أو واحد من الأفراد فإن قيل إن لفظ الله تعالى علم للجزئي الحقيقي وهو لا يكون إلا واحدا أحدا فلا فائدة بعده في ذكر الأحد في قوله تعالى {قل هو الله أحد} ولا حاجة في توصيفه بالواحد في المسألة الكلامية وهي أن المحدث للعالم هو الله الواحد بل لا يجوز جعلها من المسائل الكلامية لأن مسألة العلم لا بد وأن تكون نظرية وثبوت الوحدة للجزئي الحقيقي ضروري. قلنا لا نسلم إن المراد بالله الجزئي إذ المراد به واجب الوجود مطلقا فحينئذ يكون الحكم بالواحد أو وصفه به بمنزلة الحكم به على الواجب أو وصفه به وفيه إشارة إلى أن التوحيد هو عدم اعتقاد الشركة في وجوب الوجود على ما قاله المحقق التفتازاني في شرح المقاصد من أن التوحيد عدم اعتقاد الشركة في الألوهية وخواصها وأراد بالألوهية وجوب الوجود وبخواصها الأمور المتفرعة عليه من كونه خالقا للأجسام مدبرا للعالم مستحقا للعبادة وإن سلمنا أن المراد بالله الجزئي الحقيقي فنقول المراد بالأحد الواحد وحدته تعالى في صفته أعني وجوب الوجود لا في ذاته. والضروري إنما هو ثبوت الوحدة للجزئي الحقيقي في ذاته الشخصية دون صفته ولما كان الكفار اعتقدوا اشتراك معبوداتهم له تعالى في صفة الوجوب وما يتفرع عليه من استحقاق العبادة وخلق العالم وتدبيره قال الله تعالى: {قل هو الله أحد} ردا عليهم وجعل المتكلمون تلك مسألة كلامية ولا يخفى ما في هذا الجواب من عدم جريانه في قوله تعالى {قل هو الله أحد} ، لأن الأحدية لا تستعمل إلا في الوحدة في الذات لا في الوحدة في الصفة فافهم. وقال الفاضل الجلبي رحمه الله في حاشيته على المطول إن هو في {قل هو الله أحد} يحتمل أن يكون مبتدأ والله خبره وأحد خبرا ثانيا أو بدلا من الله بناء على حسن إبدال النكرة الغير الموصوفة من المعرفة إذا استفيد منها ما لم يستفد من المبدل منه كما ذكره الرضي رحمه الله ويحتمل أن يكون ضمير الشأن والجملة خبره وتعيين الأحدية بحسب الوصف بمعنى أنه أحد في وصفه مثل الوجوب واستحقاق العبادة ونظائرهما أو بحسب الذات أي لا تركيب فيه أصلا وعلى الوجهين يظهر فائدة حمل الأحد عليه تعالى فلا يكون مثل زيد أحد انتهى.
الأحدية: في الواحدية (ف (12)) .
الاحتقار: قريب من الإهانة وقد فرقوا بينهما بأن الإهانة تحصل بقول أو فعل
Page 37