282

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Publisher

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Edition Number

الأولى، 1421هـ - 2000م

باب الجيم مع الهاء

الجهل: عدم العلم عما من شأنه أن يكون عالما وهو الجهل البسيط وأما العلم والاعتقاد بما يخالف الواقع فجهل مركب لأنه جهل بشيء مركب من جهله لأن صاحبه لا يعلم بجهله بل يعلم أنه عالم فهو جاهل من جهله. والجهل البسيط يزول بسرعة وسهولة بالتعليم والتعريف. وأما الجهل المركب فلا يزول إلا بصعوبة ومهلة بل المشهور أن الجهل المركب لا يقبل العلاج.

الجهل المركب: في الجهل نعم الناظم.

(آنكس كه بداند وبداند كه نداند ... اسب طرب ازكنبد كردون بدواند)

(وآنكس كه بداند وبداند كه بداند ... آن لاش خرخويش بمنزل برساند)

(وآنكس كه نداند وبداند كه بداند ... در جهل مركب ابد الدهر بماند)

ويقابله الجهل البسيط وهو ما مر آنفا في الجهل أيضا.

الجهة: تطلق على معنيين: أحدهما: أطراف الامتدادات وتسمى مطلق الجهة وبهذا المعنى يقال ذو الجهات الثلاث والسبع إذ لا تنحصر الجهة بهذا المعنى في الست بل يكون أقل أو أكثر. والثاني: تلك الأطراف من حيث إنها منتهى الإشارات ومقصد الحركات ومنتهاها وتسمى الجهة المطلقة وهي بالمعنى الأول قائمة بالجسم الذي هو ذو الجهة وبالمعنى الثاني بخلاف ذلك. وفي غاية الهداية أن الجهة تطلق على معنيين: أحدهما: منتهى الإشارات. وثانيهما: منتهى الحركات المستقيمة فبالنظر إلى الأول قيل إن جهة الفوق هي محدب الفلك الأعظم لأنه منتهى الإشارة الحسية ومقطعها وبالنظر إلى الثاني قيل هي مقعر فلك القمر لأنه منتهى الحركة المستقيمة والأول هو الصحيح لأن الإشارة إذا نفذت من فلك القمر كانت إلى جهة الفوق قطعا لكونها آخذة من جهة التحت وهو مركز الفلك الأعظم متوجهة إلى ما يقابلها ولا بأس بنفوذ الإشارة من فلك القمر لأنها أمر وهمي لا يضر نفوذها للفلك الغير القابل للخرق والالتئام بخلاف الحركة فإنها تضره لاستلزامها الخرق.

وهاتان: الجهتان أعني الفوق والتحت حقيقيتان لا تتبدلان فإن القائم إذا صار منكوسا لم يصر ما يلي رأسه فوقا وما يلي رجله تحتا بل صار رأسه من تحت ورجله

Page 288