137

Durub Ma Bacd Hadatha

دروب ما بعد الحداثة

Genres

Critique et vérité (1966م) «أن نمط النقد البيوجرافي الذي يؤكد العلاقة بين النص والمؤلف قد انتهى، وقد حظرت السيكولوجيات الجديدة هذا النوع من التحليل.»

32

لقد حدد بارت مساره التحليلي من خلال التعامل مع الداخل النصي على حساب الخارج السياقي، بقصد الكشف الدلالي عن فضاءات المعنى التي لا تظلها سحب المؤلف، أو تكدرها غيوم ثقافته وبيئته؛ «إن التحليل البنيوي لا يهدف إلى تأويل النص تأويلا باطنيا نحو حقيقة النص، نحو بنيته العميقة، نحو سره؛ وهو نتيجة لذلك يختلف أساسا عما يسمى النقد الأدبي التأويلي من النوع الماركسي والفرويدي؛ فالتحليل البنيوي يختلف عن تلك الأنواع النقدية التي تهدف إلى بلوغ السر المقدس للنص. وبالنسبة له كل جذور النص ظاهرة للعيان، وليس عليه أن يكشف عن هذه الجذور ليعرف الرئيس منها.»

33

لقد وجد بارت «أن ميلاد القارئ رهين بإعلان موت المؤلف.»

34

وللقارئ الحرية الكاملة في تأويل النصوص حتى لو جاوز البنية الدلالية الواضحة للنص. ولذلك فإن وظيفة القارئ إغلاق النص دون ذات المؤلف وانفتاحه على موضوعه وفضائه الدلالي. لقد عبر فلوبير

Flaubert (1821-1880م) عن هذا قائلا: «كل ما أريد أن أفعله هو أن أنتج كتابا جميلا حول لا شيء، وغير مترابط إلا مع نفسه وليس مع عوالم خارجية.»

35

على أن الكاتب - في رأي بارت - لا بد أن يساهم في جعل عملية القراءة مثمرة، ويتم ذلك عن طريقين: الأول؛ ألا يقدم نصا مغلقا محملا بالأحكام القاطعة، ذاخرا بالنتائج النهائية، والتي عادة ما تقوم على وهم مبناه أن المؤلف يمتلك اليقين، ويعرف الحقيقة المطلقة. وأن يقوم على العكس من ذلك بتقديم نص مفتوح. ومعيار انفتاح النص عند بارت هو الغموض والالتباس والإيحاء بالمعنى دون تحديده؛ لهذا يتحدث بارت عن عدم القابلية للقراءة

Unknown page