ولا شك أن ترجمة الخطيب التي أوردها ياقوت في معجمه جاءت موجزة، لا تتفق ومنزلته العلمية، ولا تشفي غليل الباحث أيضا، لأنها لا تتعدى اسمه وكنيته، وعمله، وشهرته التي عرف بها، وثناء الصاحب ابن عباد (ت ٣٨٥هـ) عليه، وتسمية بعض الكتب التي صنفها.
ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أنه عاش حياة علمية خالصة فلم يختلط بالناس، وعلى ذلك لا توجد له إلا أخبار يسيرة.
وقد يكون ابتعاده عن الخلفاء والولاة وعدم اتصاله بهم وتقربه إليهم، سببا في هذا الإغفال. لأن كثيرا من العلماء والشعراء والأدباء، لم يعرفوا ولم يشتهروا إلا بعد أن إرتبط اسمهم بخليفة قربهم إليه، أو وال شملهم برعايته.
٢٠
غير أن ياقوتا الحموي يشير في ترجمته التي كتبها عنه في «معجم الأدباء»، إلى أنه كان أحد أصحاب ابن عباد الصاحب- وزير أل بويه الشهير. وإذا كان ذلك صحيحا، فإنه يعني أن مجال الشهرة كان مفتوحا أمامه لو أراد، لما نعرفه عن الصاحب ورعايته العلماء والأدباء.
إلا أننا لم نلمس لهذه الصحبة أي تأثير على الخطيب الإسكافي، فإن من يدرس حياة ابن عباد،
ويتعرف على من اتصل به من العلماء والأدباء والشعراء، يجدهم كثيرين، وذاعت شهرتهم، وبعضهم ممن ليسوا بمنزلة الإسكافي العلمية والأدبية، وقد اقترنت أسماؤهم باسم ابن عباد، وهذا يجعلنا نميل إلى القول بأن الخطيب الإسكافي كان يؤثر العزلة في حياته، حتى لو كان من أصحاب ابن عباد.
1 / 33