المبحث الأول
عصر الإمام أبي عبد الله الخطيب
الحالة السياسية:
كانت رقعة الإسلام خلال القرن الرابع الهجري تمتد من كاشغر (١) في أقصى المشرق إلى الأندلس في المغرب.
وبعد هذا الإتساع بدأ العالم الإسلامي يفقد من الناحية السياسية، حيث ضعف كيان الدولة الإسلامية وتفككت، وذلك بسبب أن الأمراء والسلاطين بدأوا يستقلون عن مركز الخلافة العباسية في بغداد، فنشأت دويلات كثيرة، وقد أخذت كل دولة من هذه الدويلات تهدف إلى تكوين كيان
١٥
مستقل، وذات سيادة مستقلة. لتنطلق منها إلى الاعتداء على غيرها من الدويلات والاستلاء على ما تحت يدها.
وقد تضافرت على العالم الإسلامي ظروف داخلية وخارجية صعبة، فقد كانت الروم تهدد العالم الإسلامي من الخارج، واليهود والنصارى والفرق الضالة والدعوات الشعوبية تهدد من الداخل، حيث كان هؤلاء جميعا يمثلون قوة خبيثة داخل المجتمع الإسلامي، وكانوا يحرصون كل الحرص على أن لا تكون لدولة الإسلام وحدة سياسية، وأن: ان يسرون ذلك.
1 / 22