أَرَادَ أَن التصغير قد يَقع من فرط الْمحبَّة ولطف الْمنزلَة كَمَا يُقَال: يَا بنيّ وَيَا أخي.
وَقَوله: إِذا مَا حب شَيْء يَعْنِي بِهِ أحب لِأَنَّهُ يُقَال: أحب الشَّيْء وحبه بِمَعْنى، كَمَا جَاءَ فِي الْمثل السائر: من حب طب، إِلَّا أَنهم اخْتَارُوا أَن بنوا الْفَاعِل من لَفْظَة احب وبنوا الْمَفْعُول من لَفْظَة حب فَقَالُوا للْفَاعِل: محب وللمفعول مَحْبُوب، ليعادلوا بَين اللفظتين فِي الِاشْتِقَاق مِنْهُمَا والتفريع عَنْهُمَا، على أَنه قد سمع فِي المحبوب محب، وَعَلِيهِ قَول عنترة:
(وَلَقَد نزلت فَلَا تظني غَيره ... مني بِمَنْزِلَة الْمُحب المكرم)
[٧] وَيَقُولُونَ: فلَان يستأهل الْإِكْرَام وَهُوَ مستأهل للأنعام، وَلم تسمع هَاتَانِ اللفظتان فِي كَلَام الْعَرَب، وَلَا صوبهما أحد من أَعْلَام الْأَدَب، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال: فلَان يسْتَحق التكرمة، وَهُوَ أهل للمكرمة، فَأَما قَول الشَّاعِر:
(لَا بل كلي يَا ميّ واستاهلي ... إِن الَّذِي أنفقت من ماليه)
فَإِنَّهُ عَنى بِلَفْظَة استاهلي، أَي اتخذي الإهالة، وَهِي مَا يؤتدم بِهِ من السّمن
1 / 17