Durra Thamina
الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط بحوث المدينة بالحواشي
Investigator
د. صلاح الدين بن عباس شكر
Publisher
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
Publisher Location
السعودية
٢٤ - «ولقي رسول الله ﷺ الزُبَيْرَ (^١) في رَكْبٍ من المسلمين، كانوا تُجارًا قافِلينَ مِنَ الشام، فكسا الزُّبيرُ رسولَ الله ﷺ وأبا بكر ثيابًا بياضًا (^٢)، وسمع المسلمون بِمَخْرَجِ رسولِ الله ﷺ مِن مكةَ، وكانوا يَغْدون كُل غداةٍ إلى الحرَّة يَنْتظرونَه، حتى يَردَّهم حرُّ الظهيرةِ، فانقلبوا يومًا بعدما [٧/ب] أطالوا انتظارهم، فلما آوَوْا إلى بيوتهم، أَوْفى رجلٌ من اليهود على أطُم مِنَ آطامهم لأمر يَنْظرُ إليه، فَبُصَرَ برسولِ الله ﷺ وأصحابه مُبيَّضين (^٣)، فَلَمْ يملكَ اليهودي أَنْ قَالَ بأعلى صوتِهِ:
يا معشَر العرب؛ هذا جَدُّكم الذي تَنْتَظُرونَهُ، فثارَ المسلمون إلى السلاح فتقلدوه (^٤)، فتلقوا رسول الله ﷺ بظهرِ الحرَّة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نَزَلَ
_________
= وفي مسند الإمام أحمد، حديث رقم ٢٦١٤٤، ص ١٩٠٩ - ١٩١٠، مسند النساء، حديث عائشة.
والكامل في التاريخ ٢/ ٥، ذكر هجرة النبي ﷺ.
والسيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٥٠٧، الرسول في بيت أبي بكر يتفقان على الهجرة.
البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ١٩٢، باب هجرة الرسول ﷺ وأبو بكر ﵁ إلى المدينة.
السيرة النبوية لابن كثير ٢/ ٢٣٢، وما بعدها، باب هجرة النبي الله ﷺ وأبو بكر ﵁ إلى المدينة.
دلائل النبوة ٢/ ٤٧٣ وما بعدها، باب خروج النبي الله ﷺ مع صاحبه أبي بكر الصديق ﵁ إلى الغار.
(^١) الصحابي الجليل: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي، يكنى أبا عبد الله، وأمه صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي ﷺ، أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، ولم يتخلف عن غزوة غزاها مع رسول الله ﷺ، دعا له النبي الله ﷺ بخير، وروى البخاري في المغازي، باب غزوة الخندق برقم ٤١١٣، عن النبي الله ﷺ أنه قال: «لكل نبي حواري، وحواريي الزبير»، وكان كثير الصدقة، شهد الجمل، فناداه علي ﵁ وانفرد به، فذكره أن النبي الله ﷺ قال للزبير وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض: «أما إنك ستقاتل عليًا وأنت له ظالم»، فذكر الزبير ذلك فانصرف نادمًا مفارقًا للقتال»، فلحقه ابن جرموز فقتله بوادي السباع بغتة، وكان ذلك في العاشر من جمادى الأولى سنة ٣٦ هـ. الاستيعاب ٢/ ٥١٦، الإصابة ٢/ ٥٥٣.
(^٢) في (أ) و(ج): (ثباب بياض)، وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه.
(^٣) في (ج): (مفيضين)، والصحيح (مبيضين).
(^٤) في (ج) و(د) سقطت: (فتقلدوه).
1 / 104