ويجتنب الْهوى، والبدع، وَالْمُنكر، والشبهة، وكل مَا يرجع بِنُقْصَان الشَّرْع، وَإِن علم أَن فِي ولَايَته من يتهم فِي دينه ومذهبه، فيأمر بإحضاره، وتهديده، وزجره، ووعيده، فَإِن تَابَ وأناب فبها ونعمت، وَإِلَّا عاقبه، ونفاه عَن ولَايَته ليطهر الْولَايَة من إغوائه وبدعته، وتخلو الْولَايَة من أهل الْأَهْوَاء، ويعز الْإِسْلَام، ويستديم عمَارَة الثغور بإنفاذ العساكر، ويجتهد فِي إعزاز الْحق، ويحطاط الْملك عَن إِزَالَة رونق السّنة النَّبَوِيَّة والسيرة المرضية، ليحمد عِنْد الله تَعَالَى طَرِيقَته، وتعظم فِي الْقُلُوب هيبته، وَيخَاف سطوته أعداؤه، ويعلو قدره ومنزلته وبهاؤه. وَيجب أَن يعلم أَن صَلَاح النَّاس فِي حسن سيرة الْملك، فَيَنْبَغِي للْملك أَن ينظر فِي أُمُور رَعيته، وَيقف على قليلها وكثيرها، وعظيمها وحقيرها، وَلَا يُشَارك رَعيته فِي الْأَفْعَال المذمومة، وَيجب عَلَيْهِ احترام الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ، وَأَن يثبت على الْفِعْل الْجَمِيل، وَيمْنَع نَفسه من الْفِعْل الردئ الثقيل، ويعاقب من ارْتكب الْقبْح، وَلَا يحابى من أصر على الْقَبِيح، ليرغب النَّاس فِي الْخيرَات، ويحذر من السَّيِّئَات، وَمَتى كَانَ السُّلْطَان بِلَا سياسة، وَكَانَ لَا ينْهَى الْمُفْسد عَن فَسَاده، ويتركه على مُرَاده، أفسد سَائِر أُمُوره فِي بِلَاده.
1 / 171