وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: دَعَاني عمر بن الْخطاب ﵁ ذَات لَيْلَة، وَقَالَ: قد نزل بِبَاب الْمَدِينَة قافلة، وأخاف عَلَيْهِم إِذا نَامُوا أَن يسرق شَيْء من مَتَاعهمْ، فمضيت مَعَه، فَلَمَّا وصلنا، قَالَ: نم أَنْت، ثمَّ جعل يحرس الْقَافِلَة طول ليله.
حِكَايَة: قَالَ زيد بن أسلم ﵁: " رَأَيْت لَيْلَة عمر بن الْخطاب ﵁ وَهُوَ يطوف مَعَ العسس، فتبعته فَقلت: أتأذن لي أَن أصحبك؟ قَالَ: نعم. فَلَمَّا خرجنَا من الْمَدِينَة رَأينَا نَارا من بعيد، فَقُلْنَا: رُبمَا يكون قد نزل هُنَاكَ من مُسَافر، فقصدنا النَّار، فَرَأَيْنَا امْرَأَة أرملة، وَمَعَهَا ثَلَاثَة أَطْفَال، وهم يَبْكُونَ، وَقد وضعت لَهُم قدرا على النَّار، وَهِي تشاغلهم، وَهِي تَقول: اللَّهُمَّ أنصفني من عمر، وَخذ لي بِالْحَقِّ مِنْهُ، فَإِنَّهُ شبعان، وأطفالي جِيَاع، فَلَمَّا سمع عمر ﵁ ذَلِك تقدم، وَسلم عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: أتأذنيني أَن أدنو إِلَيْك؟ قَالَت: إِن كَانَ بِخَير فبسم الله، فَتقدم عمر ﵁ إِلَيْهَا وسألها عَن حَالهَا، وَحَال أطفالها، فَقَالَت نعم، وصلت - وَهَؤُلَاء أطفالي معي - من مَكَان بعيد، وَأَنا جائعة، والأطفال جِيَاع،
1 / 157