وَعَن عبد الله بن عمر ﵁ وَجَمَاعَة من أهل بَيته: إِنَّا كُنَّا نَدْعُو الله تَعَالَى أَن يرينا عمر ﵁ فِي الْمَنَام فرأيته بعد اثْنَتَيْ عشرَة سنة يَجِيء خلف رَسُول الله -[ﷺ]- وَمَعَهُ أَرْبَعَة آلَاف نَبِي وَمِائَة وَعشْرين نَبيا، فَقلت: يَا أبي، قف سَاعَة، فَقَالَ: لَيْسَ وَقت الْموقف، لِأَن رَسُول الله -[ﷺ]- مَعَ جَمِيع الْأَنْبِيَاء يذهبون بِي إِلَى مَوضِع الْحساب، ويشفعون لي، لَعَلَّ الله - تَعَالَى - يخلصني بشفاعتهم، فَقلت: يَا أَب، كَيفَ حالك فِي اثْنَتَيْ عشرَة سنة؟
قَالَ: كنت فِي عتاب الله تَعَالَى، فطلبني الله تَعَالَى من حِسَاب الرّعية، إِلَى أَن قَالَ: كَانَ فِي الشَّام قنطرة وَلها ثقب، فَرسَخ فِيهِ قَوَائِم عنَاق عَجُوز، فَكسر أحد قَوَائِم عنَاق الْعَجُوز، فَقَالَ لي: لم لم تعمر ذَلِك القنطرة كي لَا يكون زحمة لذَلِك العناق؟ فَقلت: يَا رب، إِنِّي كنت فِي الْمَدِينَة، فَلم يكن لي خبر من ذَلِك القنطرة فَقَالَ الله تَعَالَى: يَا عمر لم أخذت من ولَايَة الدُّنْيَا مِقْدَارًا لَا تقدر على خَبره؟
فَإِذا كَانَ حَال الْأَمِير الْعَادِل هَكَذَا، فَكيف حَال الْأَمِير الظَّالِم، الَّذِي يظلم كل يَوْم ألف فَقير وَألف عَجُوز.
وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: رأى عبد الله بن عمر ﵄ أَبَاهُ عمر، فَسَأَلَ عَن حَاله، فَقَالَ: لما وضعتموني فِي الْقَبْر فَذَهَبُوا بِي إِلَى شَفير جَهَنَّم، فسألوني عَن النقير والقطمير، وَعَن جَمِيع أَحْوَال رعيتي، إِلَى أَن قَالُوا: قد كَانَ فِي ولايتك امْرَأَة عَجُوز، وَلها بقرة، فعقدت ثديها بالحبل شَدِيدا، وَكَانَ ذَلِك فِي
1 / 147