ـ[الدر الثمين في أسماء المصنفين]ـ
المؤلف: علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله أبو طالب، تاج الدين ابن السَّاعي (المتوفى: ٦٧٤هـ)
تحقيق وتعليق: أحمد شوقي بنبين - محمد سعيد حنشي
الناشر: دار الغرب الاسلامي، تونس
الطبعة: الأولى، ١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩م.
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
Unknown page
تقديم
الحمد لله حمد الشاكرين الذّاكرين المقرّين بالآلاء والنّعم، وصلّى الله على سيّدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وخير الخلق من عرب وعجم، وعلى آله وصحبه أجمعين أولي المجد والكرم، وبعد:
فقد كتب على تراث الأمة الإسلامية أن يعيش ما عاشته الأمة من محن ونكبات، إذ ضاع الكثير من ذلك التراث في أتون الصّراعات، وتفرّقت البقية الباقية منه شذر مذر في سائر الأقطار والأمصار؛ فقد حفظ قسم كبير منه في مختلف خزائن الكتب العامة، فتمّت الاستفادة منه تحقيقا ودراسة ونشرا، وكنز قسم آخر منه في مكتبات خاصّة دون الوصول إليه شرط الحداد، وخرط القتاد.
ومن بين هذا التراث المكنوز نفائس نادرة، طالما تطلّعت إليها همم الباحثين، واشرأبّت لها أعناق الدارسين، لكنها كانت تذكر بحسرة في مؤلّفاتهم وأبحاثهم على أنها مصنّفات مفقودة أو ضائعة.
ومن أبرز تلك الكنوز النادرة: كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين لابن أنجب الساعيّ، الذي اشتهر بعنوان أخبار المصنّفين، والذي يعدّ من أهمّ مؤلفات هذا العالم الكبير، فقد ذكر، في أكثر من بحث، أنه من الكتب المفقودة، وكنا بدورنا نحسبه كذلك، على الرّغم من أننا كنّا نعلم أنه كان من الضّنائن التي تفرّدت بحفظها خزانة العلاّمة محمد عبد الحيّ الكتّاني ﵀ (١)؛ لكننا لم نقف له على ذكر في فهارس مخطوطات الخزانة الوطنية، قسم الخزانة الكتّانية. وبعد الاطّلاع على كشّاف الكتب المخطوطة المحفوظة بالقصر الملكيّ بمراكش، الذي أنجزه محمد بن
_________
(١) التراتيب الإدارية ٢/ ٤٥٧، وتاريخ المكتبات الإسلامية:١٤٨ - ١٤٩.
1 / 5
عبد الهادي المنونيّ ﵀، تحقّقت البغية، وتيسّر الطلب، وكانت المفاجأة الكبرى، حين عثرنا على هذا الكتاب ضمن القسم الباقي من خزانة هذا العالم الجليل، المحفوظ هناك.
ويعدّ كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين من أهمّ المصادر التي استقصت أخبار المصنّفين وما صنّفوه في التراث العربي، ويضمّ هذا الجزء؛ الذي نسعد اليوم بإخراجه إلى النّور؛ أربع مائة وثمان عشرة ترجمة من تراجم المصنّفين، وأسماء مصنّفاتهم، ونتفا من أشعارهم، وطرائف من أخبارهم، منها إحدى وعشرون ترجمة لرجال القرن السابع الهجري.
وقد صدّره مؤلّفه بمقدّمة لم يبق منها إلا قسم يسير. وافتتح كتابه هذا بتراجم المحمّدين، فبدأ بترجمة محمد بن إدريس الشافعيّ، باعتباره «أول من صنّف الفقه ودوّنه»، وأتبعهم بتراجم من سمّي إبراهيم، فالذي يليه حسب ترتيب حروف المعجم (١).
ولم يلتزم ابن أنجب بمنهج محدّد في تراجم هذا الكتاب، فهناك تراجم طويلة استوفى فيها الأركان الأساس في الترجمة، كالاسم والكنية، وبعض الشيوخ، والتلاميذ، والمصنّفات، وتاريخ المولد والوفاة، وأضاف إلى ذلك بعض الأخبار، أو النّكات الأدبية، أو ما استحسن من أشعار وأخبار المترجم، وهناك تراجم قصيرة لا تتعدّى السطر أو السّطرين أخلّ المؤلّف فيها بما سبق ذكره من أركان الترجمة.
وعلى الرّغم من أنّ أغلب من ترجمهم ابن أنجب في هذا الكتاب سبق التعريف بهم في كتاب الفهرست للنّديم، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي، إلاّ أنّ كتاب الدّرّ الثمين يضمّ مجموعة مهمّة من تراجم شيوخ ابن أنجب ومعاصريه. وهو فيها عمدة لغيره، ومصدر هامّ لها لا يستغنى عنه، لأنه استقى بعض أخبار مترجميه منهم مباشرة، دون عزو أو إسناد،
_________
(١) اقتدى ابن الساعي في هذا الترتيب بترتيب كتب التراجم الأولى وعلى الأخص منها التاريخ الكبير للإمام البخاري (ت ٢٥٦ هـ) ﵀.
1 / 6
كما وقف على مؤلّفاتهم، وقرأ بعضها عليهم، وأشار إلى ذلك في غير ما موضع من هذا الكتاب.
كما يضمّ الدّرّ الثمين طائفة مهمّة من الإفادات التاريخية، وأخبار بعض المدارس والرّباطات، وتواريخ افتتاحها، وذكر بعض الشّيوخ الذين درّسوا بها، وغير ذلك من المعلومات التي لا تخفى أهميتها، وإن جاءت عرضا في تضاعيف تراجم المصنّفين.
والجانب الطريف والهامّ في هذا الكتاب، والذي يهمّ علماء الفهرسة والمتتبّعين لأخبار الكتب بشكل خاصّ، هو ما يتعلّق ببعض أخبار ابن أنجب نفسه، وبعض أسماء مصنّفاته التي لا تزال مفقودة إلى الآن، فقد ذكر في كتابه هذا ستة عشر عنوانا من مؤلّفاته التي لا نجد لها ذكرا في غير هذا الكتاب. كما وجدنا فيه أيضا أخبارا في غاية الأهميّة عن بعض المؤلّفات التي قرأها، أو تملّكها، أو وقف عليها في خزانة كتب المدرسة النّظامية، إلى غير ذلك من أخبار المصنّفات والمصنّفين التي أتحفنا بها ابن الساعي في درّه الثمين.
هذا، وقد اعتمد ابن أنجب، في جمع بعض هذه الأخبار، على مجموعة مهمّة من مصادر التراث، ولقف بعضها الآخر من أفواه شيوخه، أو ممّا شاهده أو طالعه في كتب المتأخّرين، ولا شكّ أن عمله، كخازن للكتب في خزانتين عظيمتين هما: خزانة المدرسة النّظامية، وخزانة المدرسة المستنصرية، قد ساعده على جمع هذا الكمّ الهائل من أخبار المؤلّفين ومؤلّفاتهم.
وقد حاولنا في هذا العمل نقل متن الدّرّ الثمين من أصله نقلا سليما، مراعين فيه قواعد الإملاء الحديثة، مع شكل ما أشكل من الأسماء، وتوثيق ما يستلزم التوثيق من روايات وأشعار وأخبار، بإيجاز واختصار، وصدّرنا الكتاب بتقديم تناولنا فيه محورين رئيسين:
-عرضنا في المحور الأول حياة ابن أنجب الساعي، فذكرنا نسبه، وبعض شيوخه، وتلاميذه، ومكانته في عصره، ووظائفه، ومؤلّفاته،
1 / 7
ووفاته.
-وتناولنا في المحور الثاني المؤلّف، حيث عرّفنا بكتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، ووثّقنا نسبته لصاحبه، وحاولنا تحديد تاريخ تأليفه.
ووصفنا النّسخة الوحيدة التي اعتمدناها، وحدّدنا المنهج المتبع في الضّبط والتعليق، وذيّلنا الكتاب بفهارس عامة ومفصّلة.
وقد واجهتنا أثناء إنجاز هذا العمل عراقيل عدة، أهمّها صعوبة قراءة المخطوط، بسبب ما لحقه من رطوبة شديدة أدّت إلى التصاق أوراقه، بعضها ببعض، وتداخل أسطره بعضها ببعض، وما حدث من جرّاء ذلك من اندراس بعض كلماته، وانطماس بعض حروفه، ممّا جعل تبيّن رسم بعض الكلمات والحروف مستحيلا.
ولا يفوتنا في ختام هذا التقديم أن نقدّم الشكر الجزيل للأساتذة:
محمد أيوب الإصلاحي، وعزير شمس، ومحمد السّليماني، وعزّت حسن، وعبد الحكيم الأنيس، الذين تفضّلوا بموافاتنا بملاحظاتهم القيّمة بعد قراءة الكتاب قراءة متأنّية.
ندعو الله العليّ القدير أن نكون قد وفّقنا بعض التوفيق إلى إخراج هذا الكتاب على هذه الصّورة، آملين أن ينال لدى الباحثين عامة، والمثقّفين بشئون الكتاب خاصّة، ما هو جدير به من تقدير. كما ندعو الله تعالى أن يجعل مجهودنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله من العلم النافع الذي يفيد في الحياة، ويدّخر أجره إلى ما بعد الممات، فمن رأى فيه حسنة قال، ومن رأى سيئة أقال. فخيرا أردنا، ومضنونا به أذعنا، وذخيرة أشعنا. والله الموفّق للصواب، وإليه المرجع والمآب.
والحمد لله الذي تتمّ بنعمته الصالحات
أحمد شوقي بنبين
محمد سعيد حنشي
1 / 8
الرباط يوم الاثنين ٢٩ ذي القعدة ١٤٢٨ هـ الموافق ١٠ دجنبر ٢٠٠٧ م
مقدّمة:
- I مع المؤلّف:
أولا: نسبه (ابن الساعي) (١):
هو: تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب بن عبد الله بن عمّار بن عبيد الله بن عبد الرحيم البغداديّ (٢)، المعروف بابن الساعيّ (٣)، المؤرّخ
_________
(١) ترجمته في الحوادث:٤٢٢، وذيل مرآة الزمان:٣/ ١٤٧، وطبقات علماء الحديث. ترجمة ١١٤٢، وتاريخ الذهبي:١٥/ ٢٧٨، وتذكرة الحفاظ:٤/ ١٤٦٩، والوافي بالوفيات:٢٠/ ١٥٩، وطبقات الإسنوي:١/ ٣٤٧، والبداية والنهاية:١٣/ ٢٧٠، والمنتخب المختار من تاريخ علماء بغداد للسلامي:١٣٧، والجواهر المضية في طبقات الحنفية:١/ ٣٥٤، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن قاضي شهبة:١/ ٤٦١، والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي:٨/ ٥٤، والدليل الشافي على المنهل الصافي:١/ ٤٥١، وطبقات المفسرين للداودي:١/ ٣٩٤، وطبقات الحفاظ للسيوطي: ٥٠٩، وشذرات الذهب:٥/ ٣٤٣، وكشف الظنون:١/ ٥٧٣، والرسالة المستطرفة: ١٤١، وهدية العارفين:١/ ٧١٢، وتاريخ آداب اللغة العربية:٣/ ١٩٩، وأعيان الشيعة:٨/ ١٧٦، وطبقات أعلام الشيعة:٣/ ١٠١، ومقدمة كتاب الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير، ومقدمة كتاب نساء الخلفاء:٥ - ٣٢، وتاريخ علماء المستنصرية:٢٧٩، ومقدمة تاريخ الخلفاء العباسيين:٣ - ٦، والأعلام:٤/ ٢٦٥، ومعجم المؤلفين:٧/ ٤١.
(٢) هناك اختلاف في المصادر في اسم أجداده فقد جاء في تذكرة الحفاظ أن اسمه: علي بن الحسين بن عثمان بن عبد الله البغدادي، وسماه صاحب الجواهر المضية: علي بن أنجب بن عبيد الله بن الحارث، أما الداودي فقد سماه في طبقات المفسرين: علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم، وسمي في هدية العارفين: علي بن الحسين بن عثمان بن عبد الله البغدادي.
(٣) الساعي: عداء يعدو في مصالح غيره من الناس كالتجار والولاة والسلاطين وينتقل-
1 / 9
المشهور، ويعرف أيضا بالخازن (١)، لأنه كان خازن كتب المدرسة النّظامية والمدرسة المستنصرية ببغداد، وهما من أعظم خزائن الكتب في عصره.
ورغم شهرة هذا العالم الجليل، فقد وقع في اسمه خلط كبير عند بعض من ترجمه. وهكذا، فقد ترجم في الجواهر المضيّة باسم ابن الساعاتي، نسبة إلى عمل الساعات (٢). وذكره بهذا الاسم أيضا كلّ من محمد بن أحمد التّجانيّ في تحفة العروس، الذي استشهد بأحد أخباره في تاريخه فقال: «قال ابن الساعاتيّ في تاريخه. . .» (٣).
وبنفس الاسم ذكره الشيخ عبد الحيّ الكتّانيّ في بعض مؤلّفاته، كتاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألّف في الكتب، والتراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبويّة، وفهرس الفهارس، فقد قال في الأول: «هو الإمام المحدّث البارع المؤرّخ تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله، المعروف بابن الساعاتي. . .» (٤)، وقال في الثاني:
ومنهم: صاحب كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، وهو عندي، في مجلّد، ومؤلّفه: الإمام المؤرّخ البارع تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب. . . المعروف بابن الساعاتي» (٥).
_________
= بين البلدان.
(١) الخازن اصطلاح أطلق على جماعة منهم من كان خازن كتب ومنهم من كان خازن أموال. أنساب السمعاني:٢/ ٣٥٥. وخازن الكتب هو الذي يقوم بحفظها، وترميم شعتها، وحبكها عند احتياجها للحبك، والضنة بها على من ليس من أهلها، وبذلها للمحتاج إليها، وليس له أن يعيرها إلا برهن. وفيات ابن رافع السلامي:٢/ ٣٠٣.
(٢) الجواهر المضية:١/ ٣٥٤. ذكر فيه القرشي أنها نسبة إلى خال له اسمه أحمد بن علي بن تغلب كان أبوه ساعاتيا على باب المستنصرية.
(٣) تحفة العروس مخ رقم ٩٤١: ورقة ١٣٢، أما جليل العطية محقق هذا الكتاب فقد صحح الاسم دون الإشارة إلى ذلك في الهامش.
(٤) تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب:١٤٨.
(٥) التراتيب الإدارية ٢/ ٤٥٧. وكذلك سماه في التعليقة التي وضعها بخطه في وجه الورقة الأولى من النسخة التي اقتناها بتونس عام ١٩٢١ م من كتاب الدر الثمين.
1 / 10
وذكر اسمه أيضا محرّفا في كلّ من تاريخ ابن الفرات، وكتاب المخلاة لبهاء الدّين العاملي، وكتاب التذكرة التّيمورية، فسمّي في الأول: ابن السباعي، والصواب حذف الباء. وسمّي في الثاني: ابن الساهي، وهو تحريف واضح. وسمّي في الثالث: ابن المساعي، وهو أيضا تحريف، وصوابه ابن الساعي (١). إلاّ أن المشهور والمتفق على صحّته بين تلاميذه ومعظم مترجميه هو: ابن أنجب الساعي.
ثانيا: مولده ونشأته وطلبه للعلم:
ولد عليّ بن أنجب في شهر شعبان سنة (٥٩٣ هـ-١١٩٧ م) بمدينة بغداد، على عهد الخليفة أبي العبّاس أحمد الناصر لدين الله العباسيّ، في أسرة متواضعة، إذ كان أبواه من عامّة الناس، فلم يرد في المصادر ما يدلّ على أنّ أباه كان من علماء عصره، أو من أعيان مصره الذين لهم حظوة عند سلطان أو وجيه من الوجهاء.
وكان ابن أنجب منذ حداثة سنّه محبّا للعلم والعلماء، شغوفا بحضور مجالس الفضلاء، وكان يتردّد على حلقات العلم بمساجد بغداد ورباطاتها، ففيها حفظ القرآن الكريم، وسمع الحديث الشريف، ودرس علوم العربية، والتاريخ والأخبار، والسّير والمغازي والآثار، والفقه والآداب والأشعار، وغيرها من العلوم، على يد مجموعة من المشايخ الفضلاء. وبما أنّنا لم نقف على مشيخته التي فصّل فيها الحديث عن شيوخه، وإجازاته، ومحفوظاته، ومرويّاته، ومجالس العلم التي كان يحضرها، فسنكتفي هنا بإيراد ما بقي من هذه الأخبار التي وجدناها في مؤلّفاته.
يقول مثلا في وصف أحد مجالس شيخه عبد الوهّاب بن سكينة، مبرزا علاقة الودّ التي كانت تربطه به، ومؤكّدا حرصه على التعلّم والحفظ: «وأذكر وأنا صبيّ راهق الحلم، وأنا ألتذّ بالنظر إليه، ولا أسأم
_________
(١) نقلا عن: ابن الساعي البغدادي د. عبد الحكيم الأنيس. صدى الدار السنة الأولى العدد السابع.
1 / 11
القعود بين يديه، ولمّا رأى منّي ذلك أحبّني، وكان يسألني عن حالي، ويسأل عنّي إذا غبت، ويخصّني بشيء من الحلاوة في كلّ وقت كنت أحضر عنده، وكان له ولد اسمه عبد الرحيم، ولقبه عون الدّين، يأمره بالقعود معي ويقول: اقرأ معه بالإرادة، فإذا رأى عنده تقصيرا أو ميلا إلى لعب، ينكر عليه ويقول له: لم لا يكون لك مثل هذا؟ فإنّ له همة، أرجو له الصّلاح، وكان يعتذر إليه ويقول: هذا أكبر منّي. ولقد صدق ﵀، فإنّي كنت أسنّ منه بسنتين. فكان الشيخ ﵀ إذا تكلّم يظهر البهاء والنّور على ألفاظه، وتقبلها الأسماع والقلوب، ولا يشبع جليسه من مجالسته. ولقد حضرت عند جماعة من شيوخ العلم والموسومين بالزّهادة والعبادة، فلم أر فيهم أكمل منه، ولا أحسن طريقة وسمتا» (١).
وبمثل هذه العبارات الرّقيقة الصّادقة، وصف ابن أنجب مجموعة من شيوخه في الدّرّ الثمين.
ثالثا: ذكر بعض شيوخه:
عاش عليّ بن أنجب الساعي في عصر كثر فيه العلماء والفضلاء، خصوصا في مدينة بغداد؛ إحدى المدن العالمة في ذلك الوقت؛ التي لا يكاد يخلو موضع فيها من مدرسة، أو جامع، أو رباط، أو خانقاه.
وكلّها كانت تعجّ بحلقات الدرس والتحصيل في مختلف العلوم. وقد ذكر جلّ من ترجم ابن أنجب أنّ شيوخه كانوا كثرا، وأنّ إجازاته ومروياته متعدّدة، لذلك قيل في وصف مشيخته: إنّها تقع في عشرة مجلّدات (٢).
وبما أنّ هذه المشيخة ما زالت في حيّز المفقود، فسنكتفي بذكر بعض شيوخه الذين ذكرهم في كتبه، أو ذكروا عرضا في كتب التواريخ والسّير، فمنهم:
_________
(١) أخبار الزهاد خ:٩٣.
(٢) ينظر تاريخ الذهبي:١٥/ ٢٧٩، والوافي بالوفيات:٢٠/ ١٥٩، وشذرات الذهب: ٥/ ٣٤٣ - ٣٤٤.
1 / 12
١. محبّ الدّين أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن بن هبة الله بن محاسن البغداديّ، المعروف بابن النجّار (ت.٦٤٣ هـ).
أخذ عنه ابن أنجب تاريخه الذي ذيّل به تاريخ بغداد، ودليل ذلك قوله في ترجمته في الدّرّ الثمين: «وله من التصانيف كتاب التاريخ المجدّد المذيّل به على تاريخ الخطيب في ستة عشر مجلّدا بخطّه. . .
وقد قرأته عليه، ووقف كتبه ووصّى إليّ بالنظر فيها» (١).
٢. أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى بن عليّ بن حجّاج الدّبيثيّ الواسطيّ الشافعيّ (ت ٦٣٧ هـ):
قرأ عليه ابن أنجب تاريخه، وقال في ترجمته في الدرّ الثمين:
«شيخنا أبو عبد الله الحافظ، الواسطيّ المولد البغداديّ الدار والوفاة، استفدت منه، وأخذت عنه. . . صنّف تاريخا ذيّل به تاريخ أبي سعد عبد الكريم ابن السّمعاني، واستدرك عليه في عدّة شيوخ وهم فيهم، قرأته عليه. .» (٢).
٣. محمد بن علوان بن محمد بن مهاجر، شرف الدّين أبو المظفّر الموصليّ الشافعيّ (ت.٦٢١ هـ):
أقرّ بمشيخته في ترجمته في كتاب الدّرّ الثمين أيضا فقال: «شيخنا أبو المظفّر الموصلي. . .» (٣)، وقد أخذ عنه الفقه وأصوله.
٤. شهاب الدّين أبو عبد الله ياقوت الحمويّ الروميّ (ت.٦٢٦ هـ):
أقرّ ابن أنجب بمشيخته صراحة في الدّرّ الثمين في ترجمة أبي القاسم الجبائيّ حين قال معلّقا على سنة وفاة هذا الأخير: «ذكر ذلك شيخنا ياقوت الحموي» (٤). وبالإضافة إلى ذلك، نقل عنه في هذا الكتاب
_________
(١) الدر الثمين:٨٠ - ٨١.
(٢) المصدر نفسه:١٤٥. وتاريخ السمعاني (٥٦٢ هـ) هو ذيل على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في خمسة عشر مجلدا. كشف الظنون:١/ ٢٨٨.
(٣) الدر الثمين:٢٩.
(٤) المصدر نفسه:٥٧.
1 / 13
مجموعة مهمّة من الأخبار، كقوله مثلا في ترجمة العماد الأصبهاني:
«ومن شعره ما أخبرني به الأديب ياقوت الحمويّ عنه» (١).
كما نقل عنه في تاريخه الجامع المختصر خبرا يقول فيه: «أنبأني ياقوت الحمويّ قال: أنشدني ولد فخر الدّين الرازي قطعا من شعره. .» (٢).
٥. محمد بن يحيى بن عليّ بن الفضل بن هبة الله بن بركة بن فضلان (ت.٦٣١ هـ):
أقرّ بمشيخته في ترجمته في هذا الكتاب، حين قال: «شيخنا قاضي القضاة أبو عبد الله الملقّب محيي الدّين، رئيس الفقهاء في زمانه على الإطلاق. .» (٣)، وقد أخذ عنه الفقه وأصوله.
٦. عماد الدّين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصليّ الشافعي (٤) (ت ٦٥٥ هـ):
ذكر ابن أنجب أنه من شيوخه في ترجمة محمد بن عبد الكريم الشّهرستاني، حين قال: «ذكره شيخنا العماد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصلي» (٥).
٧. محمد بن أبي الفرج بن بركة، أبو المعالي، المعروف بالفخر الموصلي (ت.٦٢١ هـ):
قال في ترجمته: «كان من مجوّدي القرآن، قرأت عليه القرآن المجيد بالقراءات، واستفدت منه، وكان طيّب الأخلاق كيّسا متواضعا متودّدا
_________
(١) المصدر نفسه:٦٣.
(٢) الجامع المختصر:٣٠٧.
(٣) الدر الثمين:٨٢.
(٤) قال عنه الإمام الذهبي: إنه كان أصوليا متفننا وله طبقات الشافعية ومشتبه النسبة والمغني في لغات المهذب ورجاله، ترجمته في: تاريخ الذهبي:١٤/ ٧٧٢، وسير أعلام النبلاء:٢٣/ ٣١٩، والوافي بالوفيات:٩/ ٢٣٤، وطبقات الشافعية للسبكي: ٨/ ١٣٣.
(٥) الدر الثمين:١١٢.
1 / 14
لطيف العشرة. . .» (١)، وذكر له مجموعة من الكتب في علوم القرآن.
٨. عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب البغداديّ، أبو محمد (٢) (ت.٦٣٧ هـ):
قال فيه الإمام الذهبي: كان عدلا ثقة، إماما صالحا، ولاّه المستنصر خزانة كتبه. ذكره ابن أنجب عرضا ضمن شيوخه في كتاب الدّرّ الثمين، فقال: «وقد أنبأني شيخنا عبد العزيز بن دلف» (٣).
٩. سيف الدّين، أبو المظفّر محمد بن مقبل بن فتيان بن مطر النّهروانيّ الحنبليّ، الشهير بابن المنّي (ت.٦٤٩ هـ):
قال فيه الإمام الذهبي: كان من جلّة العلماء، وكان عدلا إماما فقيها بصيرا بالاختلاف (٤)، ذكره ابن أنجب ضمن شيوخه في الدرّ الثمين، فقال: «وقد أنبأني شيخنا. . محمد ابن المنّي (٥).
١٠. إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي البغداديّ الأزجيّ الحنبلي، المشهور بابن الخيّر (ت.٦٤٨ هـ):
ذكره أيضا ابن الساعي ضمن شيوخه في هذا الجزء من الدرّ الثمين، فقال: «وقد أنبأني شيخنا. . ابن الخيّر» (٦).
١١. الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن عليّ بن إسماعيل، أبو الفضائل الصّغانيّ القرشيّ العدويّ العمريّ الحنفي (ت.٦٥٠ هـ):
ترجمه ابن أنجب في هذا الجزء من كتابه الدّرّ الثمين ترجمة وافية، وأقرّ بمشيخته فقال: «قرأت عليه المقامات الحريرية حفظا وغيرها، وكان خيّرا، حسن الطريقة، جميل الأمر، ظاهر النسك، وقورا. . وكان يحضّ
_________
(١) المصدر نفسه:١١٤.
(٢) ترجمته في: الحوادث:١٦٣، والتكملة للمنذري:٣/ ٥٢٦، وسير أعلام النبلاء: ٢٣/ ٤٤، وغاية النهاية في طبقات القراء:١/ ٣٩٣، والنجوم الزاهرة:٦/ ٣١٧.
(٣) الدر الثمين:٢٣٦.
(٤) سير أعلام النبلاء:٢٣/ ٢٥٣.
(٥) الدر الثمين:٢٣٦.
(٦) المصدر نفسه:٢٣٦.
1 / 15
على قراءة كتاب معالم السّنن للخطّابي، ويقول: من حفظه ملك ألف دينار، وأنا حفظته وملكتها. . وصنّف شيخنا الصّغاني. . كتاب أسماء الأسد قرأته عليه. .» (١).
١٢. زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن الحارث الأصغر، أبو اليمن الكنديّ (ت.٦١٣ هـ) (٢):
قال فيه ابن أنجب في هذا الكتاب: «شيخنا تاج الدّين أبو اليمن الكنديّ العلاّمة، الإمام في معرفة علوم العربية نحوا ولغة، الحافظ الجامع لأسباب الفضائل، محطّ الرّكبان، وحسنة الزمان. . وكان حيّا في سنة اثنتي عشرة وستّ مائة، وكتب إليّ بالإجازة بعد هذا التاريخ ﵀» (٣).
١٣. موفّق الدّين قاسم بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي حديد، أبو المعاني المدائنيّ الأصولي (ت.٦٥٦ هـ) (٤):
ذكر الإمام الذهبيّ أنّ ابن أنجب أخذ عنه (٥).
١٤. سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصّقر، أبو المرجّى التميميّ، الملقّب بالمنتجب (ت.٦١١ هـ):
ترجمه ابن أنجب في الدّرّ الثمين، فقال: «هو أوّل شيخ قرأت عليه. . وكان قيّما بعلم الأدب، لا سيّما علم العروض والقوافي، لا يشاركه في ذلك أحد من أهل زمانه» (٦).
_________
(١) المصدر نفسه:٢٦٤.
(٢) ترجمته في: معجم الأدباء:١٣٣٠، وإنباه الرواة:٢/ ١٠، ووفيات الأعيان: ٢/ ٣٣٩.
(٣) المصدر نفسه:٢٩٢ - ٢٩٣.
(٤) ترجمته في: سير أعلام النبلاء:٢٣/ ٢٧٤،٣٧٢، والوافي بالوفيات:٨/ ٢٢٥، وشذرات الذهب:٥/ ٢٨٠.
(٥) سير أعلام النبلاء:٢٣/ ٣٧٢.
(٦) الدر الثمين:٢٩٤.
1 / 16
١٥. محبّ الدّين أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبريّ البغداديّ الأزجيّ الحنبليّ الضّرير (ت.٦١٦ هـ):
ذكره عرضا في الدّرّ الثمين ضمن شيوخه في ترجمة صديقه صدقة بن أبي السّعود، الملقّب بالعفيف، فقال: «قرأ على شيخنا أبي البقاء النّحويّ طرفا صالحا من النّحو واللّغة» (١). وذكر ابن رافع السّلاّميّ في المنتخب المختار أنّ ابن أنجب أخذ عن العكبريّ القراءات (٢).
١٦. ضياء الدّين أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن سكينة البغداديّ الصّوفيّ الشافعي (ت.٦٠٧ هـ):
ذكر عرضا في هذا الكتاب، ضمن شيوخ ابن أنجب، في ترجمة إسماعيل بن الحسين بن محمد المروزيّ العلوي: «قرأ على أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزيّ الخوارزمي. . . وعلى شيخنا عبد الوهاب بن سكينة» (٣). كما ذكر ابن أنجب ابن سكينة، ضمن شيوخه، في مواضع أخرى من كتابه أخبار الزّهّاد. وذكر في نساء الخلفاء (٤) أنّه روى عنه بالإجازة.
١٧. شهاب الدّين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله السّهرورديّ البغداديّ (ت.٦٣٢ هـ):
صرّح بمشيخته في الجزء التاسع من كتابه الجامع المختصر، حين قال: «تقدّم إلى شيخنا شهاب الدّين عمر السّهرورديّ بالجلوس» (٥)، وهو الذي ألبس ابن أنجب خرقة التصوّف سنة ثمان وستّ مائة (٦). وقد ذكر ابن أنجب ذلك في كتابه أخبار الزّهاد، فقال: «وقد ذكرت في خطبة هذا
_________
(١) المصدر نفسه:٣١٨.
(٢) المنتخب المختار:١٣٧.
(٣) المصدر نفسه:٢٢٦.
(٤) نساء الخلفاء:٤٤.
(٥) الجامع المختصر:١٤٥.
(٦) المنتخب المختار:١٣٧: مال ابن الساعي إلى التصوف بعد أن لبس الخرقة لأنه شافعي؛ والتصوف والتشفع أخوان: التاريخ العربي:٤/ ٣٠٦.
1 / 17
الكتاب كونه ألبسني خرقة التصوّف، وأنعم في حقّي، وظهرت آثار عنايته، وشملتني بركته، وبسببه جمعت هذا الكتاب» (١).
١٨. أبو القاسم عليّ بن عبد الرحمن، ابن الجوزي (ت.٦٣٠ هـ) (٢):
ذكره ابن أنجب ممّن روى عنهم في تاريخه فقال: «ومن شعره ما أنشدني أبو القاسم عليّ ابن الجوزي ﵀. . .» (٣).
١٩. أبو طالب الحسين بن أحمد بن المهتدي بالله:
ذكر ابن أنجب أنه قرأ عليه بمنزله بدار الخلافة المعظّمة (٤).
٢٠. عبد الرّحمن بن الغزال:
ذكره ابن أنجب مع من ذكر من شيوخه في تاريخه حين قال:
«وأخبرني الشيخ عبد الرحمن بن الغزال كتابة» (٥).
٢١. أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن محمود الجنابذيّ البغداديّ، المعروف بابن الأخضر (ت.٦١١ هـ) (٦):
ذكره ابن أنجب ضمن شيوخه، في كتابه أخبار الزّهاد، حين قال:
«وحدّث شيخنا الحافظ أبو محمد ابن الأخضر. .» (٧)، وذكره أيضا الإمام الذهبي، ضمن شيوخ ابن الساعي، حين قال: «فروى بالإجازة عن أبي سعد الصفّار. . وعن عبد الوهاب بن سكينة، والكندي، وابن الأخضر، وأحمد ابن الدّبيقي» (٨).
_________
(١) أخبار الزهاد خ:١٠٢.
(٢) ترجمته في: سير أعلام النبلاء:٢٢/ ٣٥٢، والبداية والنهاية:١٣/ ١٣٦، وشذرات الذهب:٥/ ١٣٧.
(٣) الجامع المختصر:٣١.
(٤) الجامع المختصر:٢٩١.
(٥) المصدر نفسه:٩٤.
(٦) ترجمته في: ذيل الروضتين:٨٨، سير أعلام النبلاء:٢٢/ ٣١، النجوم الزاهرة: ٦/ ٢١١، شذرات الذهب:٥/ ٤٦. وجنابذة إحدى قرى نيسابور.
(٧) أخبار الزهاد خ:٨٢.
(٨) تاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٢٧٩.
1 / 18
٢١. عميد الدّين أبو العبّاس أحمد بن جعفر بن أحمد بن محمد الدّبيثيّ البيّع الواسطيّ الأديب (ت.٦٢١ هـ) (١):
ذكره الحافظ الذهبيّ، ضمن شيوخ ابن أنجب، في النصّ، الذي أوردناه آنفا. وقال الحافظ ابن كثير في ترجمته: «وقد أورد له ابن الساعي شعرا حسنا فصيحا حلوا لذيذا في القلب» (٢).
٢٣. أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ الموصليّ (ت.٦١٤ هـ) (٣):
ذكر ابن رافع السّلاّميّ أنه من شيوخ ابن أنجب (٤).
٢٤. الحسن بن المبارك الزّبيديّ (ت.٦٠٩ هـ) (٥):
ذكر ابن رافع السّلاّميّ أنّ ابن أنجب سمع منه البخاري (٦).
٢٥. الحسين بن المبارك الزّبيديّ (ت.٦٣١ هـ) (٧):
ذكر ابن رافع السّلاّميّ أنّ ابن أنجب سمع منه البخاري (٨).
٢٦. أبو زكريا يحيى بن القاسم بن مفرّج الثّعلبيّ التّكريتيّ الشافعيّ (ت.٦١٦ هـ) (٩):
_________
(١) ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي:٤/ ٨٩٧، تكملة المنذري: ٣/ ١٢٠، الوافي بالوفيات:٦/ ٢٨٣، البداية والنهاية:١٣/ ١٠٥، لسان الميزان: ١/ ١٤٤.
(٢) البداية والنهاية:١٣/ ١٠٥.
(٣) ترجمته في ذيل تاريخ مدينة السلام لابن الدبيثي ٤/ ٥١٠، وتكملة المنذري:٢/ ٣٩٩، وتاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٤١٦.
(٤) المنتخب المختار:١٣٧.
(٥) تكملة المنذري:٣/ ٣٠٣، وسير أعلام النبلاء:٢٢/ ٣١٥، والبداية والنهاية: ١٣/ ١٣٣.
(٦) المنتخب المختار:١٣٧.
(٧) ترجمته في: تكملة المنذري:٣/ ٣٦١، وسير أعلام النبلاء:٢٢/ ٣٥٧، والنجوم الزاهرة:٦/ ٢٨٦.
(٨) المنتخب المختار:١٣٧.
(٩) ترجمته في: معجم الأدباء:٢٨٢٦، وتكملة المنذري:٢/ ٤٧٨، وذيل الروضتين: ٧٠، وتاريخ الإسلام:١٣/ ٤٩٠، والبداية والنهاية:١٣/ ٦١، وبغية الوعاة:٢/ ٣٣٩.
1 / 19
القارئ المفسّر اللّغويّ النّحويّ الشاعر، ولي القضاء بتكريت، ثم تولّى التدريس بالمدرسة النّظامية. ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في كتابه أخبار الزّهاد، فقال في ترجمة شيخه ابن سكينة: «وقد ذكره شيخنا أبو زكريا يحيى التّكريتيّ مدرّس النّظامية في جملة مشايخه. . .» (١).
٢٧. أبو محمد إسماعيل بن سعد الله بن حمدي البغداديّ البزّاز الخرقيّ (٢) (ت.٦١٤ هـ):
ذكره الإمام سراج الدّين عمر بن عليّ القزوينيّ في مشيخته، ضمن شيوخ ابن أنجب، فقال: «كتاب إحياء علوم الدّين. . . سمعته جميعه على الشيخ شمس الدّين أبي عبد الله محمد بن سعيد. . . الحدّاديّ. . .
بسماعه على الشيخ العالم تاج الدّين أبي طالب عليّ بن أنجب بن عثمان الخازن المؤرّخ، بروايته عن شيخه أبي محمد إسماعيل بن سعد الله بن حمدي» (٣).
٢٨. ضياء الدّين أبو الفتح نصر الله بن محمد الشّيبانيّ الجزريّ، الشهير بابن الأثير (٤) (ت.٦٣٧ هـ):
العلاّمة الوزير المنشئ، صاحب كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ذكره أيضا، ضمن شيوخه، في تاريخه الجامع المختصر (٥).
٢٩. أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين البغداديّ، المشهور بابن القطيعي (ت.٦٣٤ هـ) (٦):
_________
(١) أخبار الزهاد:٩٤.
(٢) ترجمته في: تكملة المنذري:٢/ ٤٠٢، وتاريخ الإسلام:١٣/ ٤٠٤.
(٣) مشيخة القزويني:٣١٦.
(٤) ترجمته في: التكملة للمنذري:٣/ ٥٣٥، وذيل الروضتين:١٦٩، ووفيات الأعيان: ٥/ ٣٨٩، وبغية الوعاة:٢/ ٣٥١، والنجوم الزاهرة:٦/ ٣١٨.
(٥) الجامع المختصر:٣٠٠.
(٦) ترجمته في: تكملة المنذري:٣/ ٤٤٢، وسير أعلام النبلاء:٢٣/ ٨، والوافي بالوفيات:٢/ ١٣٠، ولسان الميزان:٥/ ٦٤.
1 / 20
ذكره عليّ بن أنجب، ضمن شيوخه، في تاريخه (١). وذكره ابن رافع السّلاّميّ أيضا ضمن من ذكر من شيوخ ابن أنجب (٢).
٣٠. أحمد بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجيّ البغداديّ الأزجيّ (٣)، المعدّل، الإمام الحافظ، مفيد بغداد (ت.٦١٥ هـ):
ذكره ابن أنجب، ضمن الشيوخ الذين روى عنهم، في تاريخه (٤).
٣١. سعيد بن أبي الفتوح المبارك بن بركة بن عليّ، أبو القاسم البغداديّ اللبّان، المعروف بابن كمّونة النّخّاس (٥) (ت.٦١٢ هـ):
ذكره ابن رافع السّلاّميّ في المنتخب المختار مع شيوخ ابن أنجب (٦).
وقال الحافظ الذهبي: «وآخر من سمع منه عليّ بن أنجب الحافظ» (٧).
٣٢. محمد بن أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم، أبو المعالي الجيليّ البغداديّ (٨)، المتوفّى ببغداد سنة سبع وعشرين وستّ مائة:
نقل الإمام الذهبيّ عن ابن أنجب قوله: «ختمت عليه القرآن تلقينا، وسمعت بقراءته على جماعة، وكان صالحا وقورا يحضر عنده خلق كثير لميعاده» (٩)، ونقل عنه ابن العماد الحنبليّ قوله: «ثقة صالح جميل الطريقة، من بيت العدالة والرّواية» (١٠).
_________
(١) الجامع المختصر:٩٣.
(٢) المنتخب المختار:١٣٧.
(٣) ترجمته في: تكملة المنذري:٢/ ٤٤٢، وسير أعلام النبلاء:٢٢/ ٦٤، والوافي بالوفيات:٦/ ٢٢٤.
(٤) الجامع المختصر:١١٠.
(٥) ترجمته في: تكملة المنذري:٢/ ٣٢٥، وتاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٣٣٦.
(٦) المنتخب المختار:١٣٧.
(٧) تاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٣٣٧.
(٨) ترجمته في: تكملة المنذري:٣/ ٢٦٤، وتاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٨٤١، والنجوم الزاهرة:٦/ ٢٧٥.
(٩) تاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٨٤١.
(١٠) شذرات الذهب:٥/ ١٢٦.
1 / 21
٣٣. جبريل بن زطينا الكاتب البغداديّ (١) (ت.٦٢٦ هـ):
«كان نصرانيّا، فأسلم، وحسن إسلامه، وتزهّد. روى عنه من شعره أبو طالب عليّ بن أنجب» (٢).
٣٤. أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن سليمان الباجسرائيّ البغداديّ الحنبليّ (ت.٦١٢ هـ) (٣):
ذكر ابن العماد الحنبليّ أنّ ابن أنجب الساعي روى عنه بالإجازة، وأنشده: [البسيط]
إذا أفادك إنسان بفائدة ... من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة ... أفادنيها وألق الكبر والحسدا (٤)
٣٥. أحمد بن أحمد بن مسعود، أبو العباس الهاشميّ البغداديّ الحنبليّ الخطيب العدل (ت.٦٣٤ هـ) (٥):
ذكره ابن أنجب، ضمن من ذكر من شيوخه، في تاريخه (٦). وقال ابن العماد الحنبلي: إنّ ابن الساعي سمع منه (٧).
٣٦. عماد الدّين أبو بكر بن يحيى السّلاميّ، المعروف بابن الحبير (ت.٦٣٧ هـ):
ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في تاريخه الجامع المختصر (٨).
٣٧. محمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو الكرم القرشيّ الهاشميّ
_________
(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٨١٠.
(٢) تاريخ الإسلام:١٣/ ٨١٠.
(٣) ترجمته في: تاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٣٤٤، وشذرات الذهب:٥/ ٥١.
(٤) شذرات الذهب:٥/ ٥١.
(٥) ترجمته في: تكملة المنذري:٣/ ٤٣٦، وتاريخ الإسلام للذهبي:١٤/ ١٢٩، وشذرات الذهب:٥/ ١٦٧.
(٦) الجامع المختصر:١١٠.
(٧) شذرات الذهب:٥/ ١٦٧.
(٨) الجامع المختصر:٢١٩.
1 / 22
البغداديّ، المعروف بابن شفنين (ت.٦٤٠ هـ) (١):
كان إماما مسندا، روى عنه ابن أنجب بعض الأخبار في كتابه نساء الخلفاء (٢).
٣٨. محمد بن عبد الله بن الحسين السامرّيّ، نصير الدّين أبو عبد الله الفقيه الفرضيّ الحنبليّ، يعرف بابن سنينة (ت.٦١٦ هـ) (٣):
ذكر ابن العماد الحنبليّ أنّ ابن أنجب كتب عنه (٤).
٣٩. أحمد بن يحيى بن بركة بن محفوظ، المعروف بابن الدّبيقي (٥) (ت.٦١٢ هـ):
ذكر الإمام الذهبيّ في تاريخه، أنّ ابن أنجب كان من تلاميذه (٦).
٤٠. عماد الدّين أبو طاهر عبد الله بن جعفر بن النّفيس بن عبيد الله العلويّ الحسينيّ الكوفي:
«ذكره ابن أنجب في مشيخته، وقال: كان أديبا شاعرا. . .» (٧).
٤١. عماد الدّين أبو العباس أحمد بن محمود بن أحمد بن عبد الله الواسطيّ القاضي (٨) (ت.٦١٦ هـ):
ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في تاريخه.
٤٢. أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفّار النّيسابوريّ
_________
(١) ترجمته في: سير أعلام النبلاء:٢٣/ ٨٤، والوافي بالوفيات:٤/ ٦٨، والنجوم الزاهرة:٦/ ٣٤٦.
(٢) نساء الخلفاء:١٢٦.
(٣) ترجمته في تكملة المنذري:٢/ ٤٧٠، وتاريخ الإسلام للذهبي:١٣/ ٤٨٥.
(٤) شذرات الذهب:٥/ ٧١.
(٥) ترجمته في إكمال الإكمال لابن نقطة:٢/ ٦٠٠ - ٦٠١، وتاريخ ابن الدبيثي:٢/ ٤٣٤، وتاريخ الإسلام:١٣/ ٣٣٢، ولسان الميزان:١/ ٣٢٢.
(٦) تاريخ الإسلام:١٣/ ٢٧٩.
(٧) تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب:٤ القسم الثاني/٧٤٧.
(٨) ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب ٤ القسم الثاني/٦٧٨، وتاريخ الإسلام للذهبي: ١٣/ ٤٦٤.
1 / 23