Al-Durr al-Manẓūm al-Ḥāwī li-Anwāʿ al-ʿUlūm
الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم
Genres
ونظرا إلى ما ورد عن المصطفى المختار، وروته عنه أئمة الآثار والأخبار، في الجوامع الكبار من الترهيب عن تقلد الولايات والإنذار، والتنبيه على ما تنطوي عليه من عظيم الأخطار، من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «كلكم راع ومسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته»(1)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع»(2)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «إن شئتم أنبأتكم عن الأمارة وما هي، فنادى بعض أصحابه بأعلى صوته: وما هي يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أولها ندامة، وأوسطها غرامة، وآخرها عذاب يوم القيامة» (3)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه، فكه بره، أو أوثقه إثمه، وأولها ملامة وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة»(4)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمه حمزة، وقد قال: يا رسول الله: اجعلني على شيء أعيش به؟: «يا حمزة: نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها؟ فقال: نفس أحييها، فقال: عليك نفسك» (5)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمه العباس وقد طلبه مثل ذلك: «يا عم نفس تنجيها خير من ولاية لا تحصيها» وقوله صلى الله عليه وآله وسلم للمقدام بن معدي كرب، وقد ضرب بيديه صلى الله عليه وآله وسلم على منكبيه: «أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا ولا كافيا ولا عريفا» (6) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض، وأنهم لم يلوا عملا» (1).
Page 363