301

Durr Manzum

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

قلت: هذا سؤال حسن، ولكن الجواب عنه بأن يقال: لا شك أن بقاء الأمة فوضى لا أمير لهم ينظم أمرهم، ويجمع كلمتهم، ويتفرغ لسد الثغور، وإصلاح ما أفسده الجهال، وارتكبه أهل الضلال يقتضي الوهن في الإسلام في أي وقت كان، وإن كان في صدر الإسلام أظهر.

قوله: ومثل هذه القرينة لا بد منها في كل إجماع فعلي.. إلى آخره.

قلنا: لا يسلم ذلك، فليس كل حكم واجب أجمعت الأمة على فعله يقتضي الإخلال به خفض منار الإسلام، كما قلنا في نصب الإمام.

قوله: ولا يلتفت إلى ما ذكره مولانا المهدي قدس الله روحه من تضعيف الاعتراض... إلى آخره.

قلنا: بل يتوجه الالتفات إليه، انقيادا لما قام به البرهان، واتباعا لما أوضحه عليه السلام من البيان.

قوله: فإن السؤالات القادحة لا يكفي في دفعها تضعيفها وانتقاص موردها.

قلنا: لم يعتمد عليه السلام على ذلك بل اعتمد في ذلك على ما حكيناه عنه وقررناه، بما لا مزيد عليه.

قوله: بل الدعوى المجردة ما أشار إليه الفقيه أيده الله تعالى من حصول العلم الضروري، بأن كل واحد من الصحابة يقول بوجوب الإمامة ونصب الإمام، وأنه لا فرق بين هذا وبين غيره من المتواترات كالعلم بأن في الدنيا مكة، كما يقضي به مفهوم كلامه -حاطه الله تعالى-، وإن لم يصرح بجميعه.

قلنا: أما العلم الضروري بأن كل واحد من الصحابة يقول بوجوب الإمامة، فقد صرحنا به وادعيناه وقرناه بالتصحيح وأوضحنا أنه الحق الصريح، فلا يصح القول بأن ذلك منا دعوى مجردة، كما قاله مولانا، لكنه -حاطه الله تعالى- قابلنا بمثل قولنا، وكال لنا بمثل كيلنا، وأما أنه لا فرق بين هذا وبين غيره من المتواترات فإن أراد أنا قلنا بعدم التفرقة بينهما في مجرد حصول العلم فصحيح، فما يمنع منه؟! وإن أراد أنا سوينا بينهما في الجلاء والظهور، فحاشا وكلا، وليس في كلامنا ما يشعر به قط، بل عندنا أن العلوم التواترية تتفاوت، فبعضها أجلى من بعض، بحسب قوة طرقها وضعفها.

Page 314