وإذا نظرنا إلى أحوال السلف وجدناهم على خلاف هذه الطريقة في عدم تجنب الصلاة وعدم التعنت فيها، والمشهور عن علي عليه السلام أنه كان يصلي خلف المشائخ مع ما ارتكبوه في حقه، وصح لي أن المهدي صلى خلف الهادي بصعدة.
ولقد شنع الدامغاني في رسالته على الزيدية في ذلك، مع ما ذكره أنهم أعدل أهل المذاهب وأحسنهم.
وقد أجاز الإمام يحيى عليه السلام الصلاة خلف المجبرة، وقال ما لفظه: الأمر في الصلاة سهل، والغرض في الجماعة إحراز الفضل ولكل صلاته، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «إنكم تصلون بهم، فما صلح فلكم ولهم، وما فسد فعليكم دونهم» (1).
هذا وجميع ما أوردته لم أقصد به إلا الاسترشاد، وأخذ الأمر من فصه مع جمود الفطنة، وخمود القريحة، وركة المعرفة، وما أنا في ذلك إلا كناقل التمر إلى هجر، والطيب إلى عدن، فليتفضل الواقف عليه بتغمد زلله، وستر خلله، واستكمال جوابه، والإحاطة بأطرافه، فما كان أكثر كتب أئمتنا المتقدمين وعلمائنا رحمهم الله تعالى إلا جوابات سؤالات وردت عليهم، كانوا يبسطون فيها الكلام، ويقصدون بها المبالغة في الإفهام، ويوضحون فيها ما قصد السائل إيضاحه .
وإن فوائد الإمامة وقواعدها لجديرة بالتحقيق والتبيين والتدقيق، أسأل الله تعالى الهداية إلى الصواب والتوفيق للعمل بمقتضى السنة والكتاب والعصمة عن الزيغ والإرتياب.
والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
تمت الرسالة المباركة للوالد/ عزالدين بن الحسن بن أمير المؤمنين جزاه الله عن المسلمين خيرا.
وكان الفراغ منها يوم سابع من شهر رمضان الكريم الذي هو من شهور سنة/ 879ه وكتب صلاح بن أحمد.
Page 241