Durr Manthur
الدر المنثور في التفسير بالمأثور
Publisher
دار الفكر
Publisher Location
بيروت
أخرج الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن يهود الْمَدِينَة ونصارى نَجْرَان كَانُوا يرجون أَن يُصَلِّي النَّبِي ﷺ إِلَى قبلتهم فَلَمَّا صرف الله الْقبْلَة إِلَى الْكَعْبَة شقّ ذَلِك عَلَيْهِم وَأَيِسُوا مِنْهُ أَن يوافقهم على دينه فَأنْزل الله ﴿وَلنْ ترْضى عَنْك الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى﴾ الْآيَة
قَوْله تَعَالَى: الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يتلونه حق تِلَاوَته أُولَئِكَ يُؤمنُونَ بِهِ وَمن يكفر بِهِ فَأُولَئِك هم الخاسرون يَا بني إِسْرَائِيل اذْكروا نعمتي الت أَنْعَمت عَلَيْكُم وَأَنِّي فضلتكم على الْعَالمين وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا وَلَا يقبل مِنْهَا عدل وَلَا تنفعها شَفَاعَة وَلَا هم ينْصرُونَ
أخرج عبد الرَّزَّاق عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿الَّذين أتيناهم الْكتاب﴾ قَالَ: هم الْيَهُود وَالنَّصَارَى
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿حق تِلَاوَته﴾ قَالَ: يحلونَ حَلَاله ويحرمون حرَامه وَلَا يحرفونه عَن موَاضعه
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم والهروي فِي فضائله ن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿يتلونه حق تِلَاوَته﴾ قَالَ: يتبعونه حق اتِّبَاعه ثمَّ قَرَأَ (وَالْقَمَر إِذا تَلَاهَا) (الشَّمْس الْآيَة ٢) يَقُول: اتبعها
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عمر بن الْخطاب فِي قَوْله ﴿يتلونه حق تِلَاوَته﴾ قَالَ: إِذا مر بِذكر الْجنَّة سَأَلَ الله الْجنَّة وَإِذا مر بِذكر النَّار تعوّذ بِاللَّه من النَّار
وَأخرج الْخَطِيب فِي كتاب الروَاة عَن مَالك بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل عَن ابْن عمر عَن النَّبِي ﷺ فِي قَوْله ﴿يتلونه حق تِلَاوَته﴾ قَالَ: يتبعونه حق اتِّبَاعه
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير من طرق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: فِي قَوْله ﴿يتلونه حق تِلَاوَته﴾ قَالَ: أنّ يحل حَلَاله وَيحرم حرَامه ويقرأه كَمَا أنزل وَلَا يحرف الْكَلم عَن موَاضعه وَلَا يتَأَوَّل مِنْهُ شَيْئا غير تَأْوِيله
وَفِي لفظ: يتبعونه حق اتِّبَاعه
1 / 272