فأتى بذلك، فكتبت: بسم الله الرحمن الرحيم فقالت: ما هذا؟ فقلت لها: تنضري تنكري نام (وتنضري بفتح التاء الفوقية وسكون النون وفتح الضاد وراء وياء) ونام (بنون وألف وميم) ومعنى ذلك اسم الله فقالت: جيد، ثم سألتني من أي البلاد قدمت فقلت لها: من بلاد الهند. فقالت: بلاد الفلفل؟ فقتل: نعم، فسألتني عن تلك البلاد وأخبارها، فأجبتها. فقالت: لا بد أن أغزوها وآخذها لنفس فإني يعجبني كثرة مالها وعساكرها. فقلت لها: افعلي، وأمرت لي بأثواب وحمل فيلين من الأرز وبجاموسين، وعشرين من الضأن، وأربعة أرطال جلاب، وأربعة مرطبانات وهي ضخمة مملوءة بالزنجبيل والفلفل والليمون والضبا، وكل ذلك مملوح مما يعد للبحر.
وأخبرني الناخورة أن هذه الملكة لها في عسكرها نسوة وخدم وجوار يقاتلن كالرجال وأنها تخرج في عساكر من رجال ونساء فتغير على عدوها وتشاهد القتال، وتبارز الأبطال.
وأخبرني أنه وقع بينها وبين أعدائها قتال شديد، وقتل كثير من عسكرها وكادوا ينهزمون فدفعت بنفسها وخرجت الجيوش حتى وصلت إلى الملك الذي كانت تقاتله فطعنته طعنة كان فيها حتفه وانهزم عسكره، وجاءت برأسه على رمح فافتكه أهله منها بمال كثير فلما عادت إلى أبيها ملكها تلك المدينة التي كانت بيد أخيها.
وأخبرني أن أبناء الملوك يخطبونها فتقول: لا أتزوج إلا من يبارزني فيغلبني فيحتشمون مبارزتها خوفة المعرة أن تغلبهم.
ولهذه الملكة غارات ووقائع غريبة مع ملوك الهند ومولك الصين من المسلمين وعبدة الأوثان وما زالت مالكة تلك البلاد مدة من الزمان حتى توفي والدها وإخوتها جميعا وملكت سائر ملك أبيها وأخيرا قتلت بفراشها بدسيسة أحد ملوك الصين وانقرض ملكها بموتها.
أربلاي المؤلفة
مدام (دو أربلاي) مؤلفة إنكليزية ولدت سنة ١٧٥٢ م، توفيت سنة ١٨٤٠ م، وكانت في حداثتها قليلة الكلام جبانة، لكنها لما كبرت هذب العلم أخلاقها فكتبت سنة ١٧٧٨ م قصة تشهد ببراعتها وطول باعها في هذا الفن، ثم كتبت عدة روايات غيرها واتخذتها الملكة لخدمتها الخصوصية.
وبعد أن خدمت ٥ سنوات ألحأها ضعف جسمها إلى الاستعفاء، واقترنت سنة ١٧٩٣ م برجل فرنسي واستمرت على التأليف حتى إن مؤلفاتها زادت جدا وبقيت بعدها ميراثا لورثتها حتى أغنتهم غنى فائق الحد وطبعت جميع مؤلفاتها وانتشرت في جميع أنحاء العالم الغربي.
أرتمسيا ملكة هاليكرناسوس من كاريا
هذه الملكة كانت من ذوي الحكمة والدراية بالأمور الحربية والسياسية، وكان قورش ملك فارس لما هاجم بلاد اليونان اشتركت معه لكونها كانت خاضعة له، وأخذت معها أسطولا مؤلفا من خمس سفن.
واشتهرت بما كان منها من البسالة والحكمة في معركة (سلاميس) التي انتشبت سنة ٤٨٠ قبل الميلاد، وذكر في رواية مشكوك في صحتها أنها شغفت بحب شاب من (أبيذوس) اسمه (وردانوس) إلا أنه لم يشاركها في حبها فسلمت عينيه لكنها ندمت فيما بعد على قساوتها، واستشارت المعبودات فيما يجب أن تفعل كفارة عن ذنبها فقالت لها: من الواجب أن تطرح نفسها في البحر عن منحر جزيرة (لوكاريا) ففعلت ذلك وماتت غريقة.
أرجون جارية أبي العباس الذخيرة
وهو محمد بن القائم (بأمر الله) العباسي بسببها بقيت الخلافة في ولد القائم لأنه لم يكن له سوى أبي العباس هذا، وتوفي في حياة أبيه ولم يعقب فحزن القائم في أواخر أيامه حزنا لا مزيد عليه، وانقطع أمل الناس من خلافة
1 / 24